وقال "قايد صالح" في اتصال معه، أمس، بأن العدد الإجمالي للأغنام المقدر بحوالي 19 مليون رأس، مهدد بأن يتقلص إلى حوالي النصف، في حال استمرار موجة الجفاف إلى غاية نهاية السنة الحالية، ناهيك عن خطر انتشار الأمراض وسط الأغنام، بسبب نوعية التغذية التي يعتمد عليها الموالون، وهي في أغلبها عبارة عن أعشاب معالجة بمواد كيميائية• وهذه الوضعية تتطلب حسبهم، ضرورة إسراع الحكومة إلى تقديم دعم وإعانات للموالين، بعد أن أنهكتهم الخسائر الناجمة عن استفحال الجفاف، وفي تقدير المصدر ذاته، فإن مربي المواشي يعيشون وضعية كارثية، ما جعلهم يلجأون إلى بيع أغنامهم بأثمان بخسة• ذلك أن سعر النعجة التي يعتمد عليها بشكل كبير المربون، انخفض من 2 مليون سنتيم للرأس، إلى 8000 دج فقط، وبعضها انخفض إلى غاية4000 دج• ووصف "قايد" هذه الوضعية بالنقمة التي حلّت على الموالين، إلى درجة أنهم سارعوا إلى التخلص من ماشيتهم، قبل أن تطالها الأمراض، محذرا في السياق ذاته، من أن تغزو السوق الوطنية اللحوم الفاسدة، بسبب الأمراض التي تهدد الماشية، ما يعني أن حالة الجفاف التي طالت مناطق عدة، قد تصل تأثيراتها إلى صحة الفرد، وهوما يتطلب ضرورة تحرك عاجل للجهات المعنية، من بينها وزارة الفلاحة• وينتظر المربون من الحكومة أن تسارع إلى استيراد أغذية الماشية بمختلف أنواعها، منها السوجا والشعير والذرى، وبأسعار معقولة، وبأن توضع تحت تصرف الديوان الوطني للحبوب لحمايتها من المضاربة• ويقترح اتحاد الفلاحين الجزائريين الأحرار، أن تخصص الحكومة اجتماعا لتناول موضوع الجفاف وتأثيره على المربين، يضم الموالين والنقابات التي تمثلهم، لبحث الحلول الناجعة الكفيلة بالحفاظ على الثروة الحيوانية، المقدر بأزيد من 19 مليون رأس من الأغنام• علما أن المناطق الداخلية والسهبية التي يتمركز فيها نسبة كبيرة من المربين، عانت منذ بداية الموسم الفلاحي حالة من الجفاف، ما جعل كثيرا منهم يقلصون عدد الماشية التي اعتادوا على تربيتها، خوفا من أن تموت جوعا وعطشا، وما زاد في تدهور الوضع الزوابع الرملية التي اجتاحت كثيرا من المناطق والسهبية، أو شبه الصحراوية• وكانت مصالح رئاسة الحكومة أعلنت، أول أمس، عقب انعقاد مجلس وزاري مشترك عن التعليق الكلي لاستيراد لحوم الأغنام إلى غاية شهر أوت 2008• وخصص الاجتماع الذي ترأسه رئيس الحكومة "عبد العزيز بلخادم"، يوم السبت، لمناقشة المرحلة الصعبة التي تعرض الثروة الوطنية من الأغنام للخطر، مما يفرض حسب بيان الحكومة ضرورة الحفاظ عليها• كما تقرر على إثره زيادة كميات الشعير وتوفيرها في الأسواق، لجعل هذه المادة في متناول المربين في أقرب وقت ممكن، إلى جانب فتح أراضي الرعي وتنظيمها، مع ضمان استعمالها العقلاني• وصاحب تدهور سعر الماشية، انخفاض محسوس في سعر اللحوم في عديد الولايات، ووصل في قسنطينة مثلا إلى 280 دج، ما جعل الحكومة تقرر تجميد الاستيراد إلى غاية شهر أوت المقبل، لحماية السوق من الاهتزازات•