استهدف مجهولون أحد أهم مركز للألياف البصرية وشبكة الربط الهاتفي بقلب مدينة قسنطينة، المتواجد بمحاذاة فندق سيرتا الكبير، ما أدى إلى عزل أزيد من 3 آلاف مشترك ليومين متتاليين، مع احتمال تواصل المعاناة لنهار اليوم الأربعاء، وتعطيل خدمات العديد من المؤسسات العمومية والخاصة، المتواجدة بشارعي عواطي مصطفى وزعبان، وحي باردو ومدخل المدينة القديمة• وحسب ما علمناه من مصدر مطلع، فإن الانقطاع لخدمات الهاتف الثابت والأنترنت، مرده تعرض خزانة المركز المذكور التي تحوي أليافا من الحجم الكبير، تستعمل في الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتوفر خدماتها للمشتركين ولأجهزة الربط الخاصة بمصالح الأمن، عمل تخريبي ناتج عن حريق متعمد من قبل مجهولين، لم تستبعد ذات المصادر استعمال المخربين للوقود لإضرام النار، صبيحة الاثنين الأخير، في المركز بعد التمكن من فتح بابه الحديدي، على اعتبار أنه ليس من السهل الوصول إلى الألياف المتواجدة على بعد عشرات الأمتار تحت الأرض، وأن عملية إطفاء الحريق من قبل مصالح الحماية المدنية لم تكن سهلة هي الأخرى• وقد حاولنا، أمس، الاتصال بمدير الوحدة التجارية لاتصالات الجزائربقسنطينة، الكائن مقرها بالكدية، لمعرفة ملابسات الواقعة، غير أن أمينة مكتب المدير أطلعتنا أنه يرفض الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام، تقيدا بتعليمة أصدرته المديرية المركزية بالعاصمة، تمنع الإدلاء بأي تصريح وعلى من يريد الاستفسار أن يستقدم تصريح خاص بذلك، وهو الإجراء ذاته الذي سبق وأن اصطدمنا به من قبل بمديرية بريد الجزائر، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام ؟ جدير بالذكر، أن مصالح اتصالات الجزائر تعكف منذ، أول أمس، على إصلاح الأعطاب تدريجيا، على اعتبار أن كل الألياف تقريبا تعرضت للتلف، وأن هذا الحريق سبب خسائر مادية كبيرة للمؤسسة، وأن بداية الإصلاح طالت المؤسسات الحساسة، كمصالح الأمن قبل أن تشمل، أمس، مشتركين آخرين• للإشارة، فإن من بين ضحايا هذا الانقطاع، مؤسسات مطاحن سيدي راشد، ودار الفلاحة، والوحدة التجارية سونلغاز، والجزائرية للمياه بباردو، إضافة إلى مكتبي " ليبرتي" و"الفجر" •