انتشر في الصحف والمجلات منذ عهد بعيد ما يُسمى "بالأبراج السماوية"، ومن خلالها يعرف الإنسان حظه في ذلك اليوم، ولكل إنسان برج يقع حسب تاريخ ميلاده، والسؤال هو: ما مدى صحة هذا الأمر من الناحية الطبيعية، ومن الناحية الشرعية؟ وما حكم اعتقاد وصحة هذه التنبوءات، والعمل تبعاً لما تذكره هذه الأبراج؟ وأخيرا: ما حكم القراءة لها المجردة من الاعتقاد بها؟ ** إن الاستدلال بمواقع النجوم والأبراج على معرفة الحظ والأمور المغيبة منهي عنه شرعاً، فقد رُوي عن النبي ص قوله: "من اقتبس علماً من النجوم التبس شعبة من السحر زاد مازاد" (رواه ابن ماجة في كتاب الأدب)• كما رُوي عن النبي ص قوله: "من أتى كاهناً أو عرَّافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد ص" (رواه الإمام أحمد)• ولحديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله ص صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم• قال: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب" (متفق عليه)• واعتقاد صحة التنبؤات عن طريق الأبراج محرم شرعاً، وأما قراءة الأبراج دون الاعتقاد بصحتها فإنها تُكره، لأنه لا فائدة فيها، ومضيعة للوقت، وقد تؤثِّر في اعتقاد الشخص إذا ما وافقت الواقع أحياناً•