صلاتي على قبر والدتي هل يجوز أن أذهب إلى المقبرة وأصلي صلاة الجنازة على والدتي التي تُوفيت ودُفنت، وأنا خارج البلاد؟ تجوز الصلاة على القبر لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كانت تخدم أَيْ تكنس المسجد، ففقدها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها بعد أيام، فقيل إنها ماتت، فقال:'' أفلا كنتم آذنتموني''، فكأنهم صغروا أمرها، فقال: ''دلوني على قبرها'' فدلوه فصلى عليها، ثم قال:''إن هذه القبور مملوءة ظُلمة على أهلها، وإن الله تعالى ينورها لهم بصلاتي عليهم''• وفي رواية: كانت سوداء تخدم المسجد فتوفيت ليلاً، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم أُخبر بها، فقال:''هلا آذنتموني، فخرج بأصحابه فوقف على قبرها فكبَّر عليها، والناس خلفه، ودعا لها ثم انصرف''• (البخاري ومسلم)• إعتقاد صحة الأبراج محرَّم شرعاً انتشر في الصحف والمجلات منذ عهد بعيد ما يُسمى ب ''الأبراج السماوية''، ومن خلالها يعرف الإنسان حظه في ذلك اليوم، ولكل إنسان برج يقع حسب تاريخ ميلاده، والسؤال هو: ما مدى صحة هذا الأمر من الناحية الطبيعية، ومن الناحية الشرعية؟ وما حكم اعتقاد وصحة هذه التنبوءات، والعمل تبعاً لما تذكره هذه الأبراج؟ وأخيرا: ما حكم القراءة لها المجردة من الاعتقاد بها؟ ان الاستدلال بمواقع النجوم والأبراج على معرفة الحظ والأمور المغيبة منهي عنه شرعاً، فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:''من اقتبس علماً من النجوم التبس شعبة من السحر زاد ما زاد'' (رواه ابن ماجة في كتاب الأدب)• كما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:''من أتى كاهناً أو عرَّافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم'' (رواه الإمام أحمد)• ولحديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم• قال: ''أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب'' (متفق عليه)• واعتقاد صحة التنبؤات عن طريق الأبراج محرم شرعاً، وأما قراءة الأبراج دون الاعتقاد بصحتها فإنها تُكره، لأنه لا فائدة فيها، ومضيعة للوقت، وقد تؤثِّر في اعتقاد الشخص إذا ما وافقت الواقع أحياناً•