أكد مختصون في الرضوض وإعادة التأهيل المشاركون في اليوم الطبي التكويني بجامعة باتنة حول مرض السكوليوز (مرض تقوس الظهر لدى الأطفال) على ضرورة التشخيص المبكر للمرض بغية تفادي اللجوء الى الجراحة التي قد لا تكون مجدية في حالات بلوغ الإصابة مراحل جد متقدمة من التشوه أو الاعوجاج. وأوضح المتدخلون في هذه التظاهرة العلمية التي نظمت نهاية الأسبوع خصيصا لأطباء الصحة المدرسية أن تقوس الظهر الناجم عن التواء في العمود الفقري الذي يتسبب بعد ذلك في تشوهات خطيرة للمصابين من الجنسين هي في الحقيقة "مأساة" يمكن تفاديها لو يتم تشخيص التشوهات الجزئية أو بدء ظهورها في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل أو على أقصى تقدير في مرحلة التمدرس . و أوضح الدكتور تفراني من مصلحة إعادة التأهيل بمستشفى باتنة الجامعي أن التشوه الذي قد تكون أسبابه خلقية أو وراثية وفي كثير من الأحيان مجهولة المصدر بإمكان تضاعف درجته في مدة ستة أشهر وربما في 3 أشهر مشيرا الى أن هذا الالتواء في فقرات العمود الفقري يزداد بنمو الطفل ليظهر جليا في مرحلة البلوغ وهنا من الضروري مضاعفة المراقبة الطبية لاسيما ما بين 13 و18 سنة . أما الدكتورة كاساد من المركز الاستشفائي الجامعي بالدويرة فناشدت أطباء الصحة المدرسية بضرورة البحث عن هذا المرض في أوساط تلاميذ المدارس وتحويلهم الى المختصين لمتابعة حالاتهم عن قرب ومن ثم تجنيبهم التعرض لتشوهات خطيرة يكلف تقويمها أموالا باهضة وأحيانا تكون مستعصية ولا يمكن مساعدة المصاب حتى بالجراحة . وركزت المتحدثة في مداخلتها على التواء العمود الفقري الذاتي والذي يصيب في أغلب الأحيان الفتيات ويتسبب لهن في عدم تساوي الأطراف السفلية مما ينتج عنه ميل للجسم نحو الجهة اليمنى أو اليسرى مؤكدة على ان هذا النوع من السكوليوز لم تعرف أسبابه بعد وتكون آثاره أكثر حدة عند الإناث من الذكور . ومن جهته ركز الدكتور بن جدو من المركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا بالجزائر العاصمة على السكوليوز لدى الأطفال مشددا على وجوب تشخيص حالات الإصابة بهذه التشوهات قبل بلوغ الطفل الثلاث سنوات لان التكفل المبكر بالمصاب يجنبه عناء تطور العيوب الخلقية في عموده الفقري خلال سنوات بلوغه كما يمكن ذلك من سهولة علاجه. وبخصوص التكفل بالمصابين بالسكوليوز على اختلاف درجة التشوه استعرض السيد رتاب المدير التقني لمركز تركيب الأعضاء الاصطناعية (بروتيزيا) المعتمد من طرف وزارة الصحة والسكان والذي يوجد مقره الاجتماعي بمدينة سطيف الإمكانات التي يتيحها هذا المركز وبأسعار "مقبولة" للمصابين والمتمثلة في مختلف التجهيزات التي يتم وضعها خصيصا حسب حالة ودرجة التشوه او الاعوجاج لكل مصاب .