يركز برنامج الصحة المدرسي الجديد الذي سطرته وزارة الصحة خلال السنة الدراسية الجارية على ضرورة التكفل بمرض اعوجاج العمود الفقري في وسط التلاميذ من خلال الكشف عن الحالات المصابة وتحديد عددها للتمكن من متابعتها نظرا لمخاطر هذا المرض الذي قد تنجم عنه عدة مضاعفات· وحسب المنشور رقم 27 المؤرخ في30 ديسمبر 2007 المشترك بين وزارتي الصحة والتربية الوطنية المتعلق بالبرنامج الوطني للصحة المدرسية، فإنه ينبغي الكشف عن كافة الحالات المصابة بانحناء العمود الفقري للحد من نسبة تقدم المرض الذي يؤدي إلى تشوه جذع العمود وتسبيب مشاكل تنفسية، ويشير في هذا السياق الدكتور عجاب طيب الزوبير، إطار بمديرية الوقاية التابعة لوزارة الصحة، أن المنشور الوزاري المشترك يقتضي إعداد تقارير شهرية حول الحالات المصابة باعوجاج العمود الفقري في الوسط المدرسي، وذلك من طرف مديريات الصحة لمختلف الولايات ليتم إرسالها إلى مديرية الوقاية التابعة لوزارة الصحة· ويستدعي هذا المرض حسب البروفيسور نوار، مختص في جراحة العظام والمفاصل، البدء في العلاج مبكرا سيما وأن لديه عدة مضاعفات في وسط الأطفال، ولقد عرف التكفل بهذا المرض في الجزائر تحسنا ملحوظا منذ سنة 2000، إلا أن هناك بالمقابل معطيات تحول دون تحقيق تكفل تام، وتتمثل في قلة عدد المراكز التي تتكفل بمرض اعوجاج العمود الفقري وقلة الأطباء المختصين في معالجته، إضافة إلى تطور عدد المرضى المصابين به، والذين يقصدون العاصمة من مختلف أنحاء الوطني للعلاج، وعلى هذا الأساس أصبح التكفل بهذا المرض يتطلب تشجيع الشباب المصاب على إجراء الجراحة وتعزيز وسائل العمل المادية والبشرية· خاصة وأن جراحة العظام تتطلب عملا جماعيا يقوم به عدة مختصين وليس الطبيب الجراح لوحده· وبخصوص هذا المشكل الصحي توضح البروفيسورة قاصد مختصة في طب إعادة التأهيل بمستشفى الدويرة أن 70% من الأشخاص يصابون باعوجاج العمود الفقري في مراحل النمو، كما يسجل أن الإناث أكثر إصابة به، حيث يقابل كل فتاتين مصابتين ذكر واحد، في حين أن التكفل بهذا المرض في الجزائر يحتاج قبل كل شيء إلى تكوين فريق طبي جراحي في عدة مناطق من الوطن وإرساء تربية صحية في وسط التلاميذ والأولياء وتعزيز تكوين الأطباء وشبه الطبيين· للإشارة يعد انحناء العمود الفقري عبارة عن اعوجاج في الظهر يأخذ شكل سي C)) ومن ضمن أسبابه التشوهات الخلقية في العمود الفقري أو أمراض العضلات أو بعض الأمراض الوراثية· ويحتاج المصابون بتقوّس شديد إلى عناية طبية أو تدخل جراحي·ويؤدي هذا المرض إلى ظهور بروز في الظهر أو تغيير في مستوى الكتفين أو ميلان أو انحناء عند المشي، وفي الحالات المتقدمة يكون التشوه واضحا، أما في الحالات المتقدمة جدا فيحدث هذا المرض تشوّها في القفص الصدري تؤدي إلى معاناة المريض من صعوبة في التنفس والأكل بسبب الضغط على الرئة والأحشاء الداخلية·