أعرب ابراهيم جمباري المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور أول أمس الخميس، عن تفاؤله بقرب تحقيق السلام والاستقرار في الاقليم الواقع غرب السودان. وصرح جمباري لوكالة أنباء السودان، ''أوشك السلام أن يأتي من الدوحة'' مؤكدا أن الاتفاق الاطاري الموقع بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة المتمردة في دارفور يأتي بعد شهر من الاتفاق الاطاري الموقع بين الحكومة وحركة العدل والمساواة مطالبا الأطراف الموقعة بالالتزام الجاد والفوري بالاتفاق ودعمه بخطوات على الأرض. وأضاف ''من المهم وقف اطلاق النار لتعزيز السلام'' مناشدا باشراك كافة منظمات المجتمع المدني في عملية بناء السلام في الاقليم. كما أشار الى أن قوات ''اليوناميد'' المنتشرة في دارفور ستقوم بدورها في حماية المدنيين ومراقبة ورصد تنفيذ الاتفاق بالاضافة الى تنفيذ برامج الاغاثة منوها بالجهود الاقليمية والدولية الداعمة للسلام في السودان. وفي سياق آخر، أكد جبريل باسولي الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور أن الغاية من الاتفاق الموقع بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة هي توفير المناخ المناسب لحوار بناء وتحديد أطر للمفاوضات التفصيلية التي تفضي الى اتفاق سلام، مشيرا الى أن الطرفين أبديا رغبتيهما في بدء المفاوضات. وقال باسولي في كلمة خلال حفل توقيع الاتفاق الاطاري ان الوساطة اقترحت على الطرفين جدول اعمال يتضمن ترتيبات محددة منها ما يتعلق بالترتيبات الأمنية ووقف اطلاق النار والعفو عن المسلحين والمشاركة السياسية والوضع الاداري للاقليم وتقاسم السلطة والموارد والتعويضات والعودة الطوعية للنازحين والحوار بين القواعد واشراك منظمات المجتمع المدني لضمان بناء سلام يشمل كافة الأطراف. وطالب بدعم كامل للعملية التفاوضية في الدوحة الهادفة الى مساعدة السودان للوصول الى سلام منبها الى أن اعادة بناء السلام عملية طويلة وتتطلب دعما من المجتمع الدولي داعيا كافة الاطراف بالانخراط بقوة في المفاوضات القادمة وبروح تواقة إلى السلام. وأكد الرئيس السوداني عمر البشير على ان شمال وجنوب السودان لن يعودا للحرب مرة أخرى مهما كانت الأسباب. وقال البشير في خطاب جماهيري بمدينة ملكال بولاية اعالي النيل في اطار حملته الانتخابية مرشحا عن حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) لمنصب رئاسة الجمهورية ''لن نعود للحرب مجددا مهما حدثت من مشكلات وأيا كانت نتيجة الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان سواء الوحدة او الانفصال'' . وناشد سكان جنوب السودان بتغليب خيار الوحدة على الانفصال في الاستفتاء المرتقب في جانفي 2011 الا انه جدد التأكيد على احترامه خيار الجنوبيين. ودعا البشير الجنوبيين الى نبذ القبلية ووقف العنف القبلي في الاحتفال الذي حضره قادة قبليون بجنوب السودان وقال ''لا بد من ايقاف الاقتتال بين القبائل وحقن الدماء من أجل التنمية والاعمار'' . وأوضح ''ليس من سبب للنزاع بين القبائل هناك تداخل بين كل قبائل الجنوب بل السودان عامة ان القاتل والمقتول ايا كانت قبيلتاهما فهما أشقاء فلماذا نهدر دم اخوتنا لا بد من ايقاف العنف القائم على الصراع القبلي''. وجدد البشير التزام حكومته بمواصلة مشروعات التنمية والإعمار بجنوب السودان الا انه شدد على ان السلام هو اساس التنمية مؤكدا التزامه بالتنفيذ الكامل لاتفاق السلام الشامل بين شمال وجنوب السودان . واختتم البشير زيارته الرابعة لجنوب السودان في اطار حملته الانتخابية مرشحا عن حزب المؤتمر الوطني لمنصب رئاسة الجمهورية في الانتخابات العامة المقررة في افريل القادم . .. ومراقبون أجانب يدعون لإرجاء انتخابات السودان 10 أيام لإستكمال الإعداد اللوجستي دعا مراقبون أجانب السودان إلى تأجيل الإنتخابات العامة المقررة في 11 أفريل المقبل عشرة أيام بسبب تأخيرات في التجهيز والإعداد مع غياب مئات الآلاف من الأسماء عن قوائم الناخبين قبل أسابيع من الانتخابات. وذكر المسؤولون في مركز كارتر - في بيان - أن ''استعدادات المفوضية الوطنية للانتخابات متأخرة'' مضيفين أنه ''مع سلسلة من التأجيلات والتغييرات في إجراءات الانتخابات ربما يكون من المطلوب تأجيل بسيط لإجراءات تنفيذية''. وقال المركز أن هناك تقارير عن تضارب شديد بين قوائم الناخبين في كتيبات التسجيل وفي التسجيل الالكتروني المركزي للناخبين. للإشارة، فإن جيمي كارتر كان رئيسا للولايات المتحدة بين عامي 1977 و1981 وقد أسس في عام 1982 مركز كارتر وهو منظمة غير حكومية تعنى بتعزيز السلام والصحة في العالم. ومن المقرر أن يبدأ التصويت في السودان يوم 11 أفريل المقبل في انتخابات نص عليها اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب الموقع عام 2005 والذي أنهى ما يزيد عن عقدين من الحرب الأهلية بين الجانبين.