ندد الأمين الأول لحزب جبهة القوى الإشتراكية، أمس، بالعمل الإرهابي الذي استهدف ثكنة الحرس الجمهوري بالعاصمة، وذلك في بداية كلمته الإفتتاحية لندوة منتخبي حزبه، المنعقدة بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، يومي الخميس والجمعة المنصرمين• كما ندد "كريم طابو" بما وصفه ب "السياسة الأمنية التي جعلت الجزائر البلد المريض في المغرب العربي وفي حوض المتوسط" بينما هو بلد يزخر بكامل الإمكانات ليكون في أحسن حال، حسب نفس المتحدث• وكنتيجة لهذه السياسة الأمنية، يقول مسؤول الأفافاس "الإدارة تتصرف بالبلد وكأنه محافظة شرطة كبيرة" في إشارة إلى حملة التوقيفات التي مست العديد من الشبان ومناضلين من حزبه وعن منظمات حقوقية في المناطق التي شهدت احتجاجات وأعمال شغب في الآونة الأخيرة• وردا على الخطاب الرسمي الذي عاد لإشهار ورقة "اليد الأجنبية" وراء هذه الأحداث، أوضح "كريم طابو" أن الذين تم توقيفهم بتهمة التنسيق مع جهات أجنبية، لم يفعلوا شيئا سوى أنهم يملكون أجهزة إعلام آلي في مكاتبهم ومنازلهم متصلة بشبكة "الأنترنيت" على غرار كل الجزائريين• ليضيف مازحا: "أتدرون من هي اليد الأجنبية؟ إنها " ياهو• أفير"• وبخصوص موضوع الندوة المتعلق بالمنتخبين المحليين، تحدث "طابو" عن "الشروط السياسية والإدارية التي يجب توفيرها للمنتخب حتى يمثل فعلا من انتخبوه" ومن هذه الشروط "ضرورة التوزيع الواضح للصلاحيات بين السلطة المحلية والمركزية ووضع الإمكانات اللازمة في يد السلطة المحلية ومنحها نسبة معينة من الإستقلالية في التسيير"• ودعا مسؤول الأفافاس إلى "تحرير البلديات ورفع كل العراقيل عنها حتى يتمتع المنتخب بكامل معاني هذه الصفة" أي "مسيرا وتقنيا، لكن أيضا رجلا سياسيا واعيا قبل كل شيء"• وإضافة إلى الكلمة الإفتتاحية للأمين الأول، قدم رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان "مصطفى بوشاشي" شهادته كمحامٍ رافع في العديد من القضايا التي كان المتهمون فيها منتخبين محليين، حيث اعتبر التهمة الرئيسية الموجهة إلى هؤلاء هي "تبديد أموال عمومية بينما التشريع الجزائري يفتقد للتعريف الدقيق لهذه التهمة"• ويقول هذا المحامي أن أغلب المنتخبين الذين دافع عنهم أبرياء من تهمة التبديد وأن "تهمتهم الوحيدة هي عدم امتثالهم لأوامر الوصاية"، وقدم مثالا حيا عن هؤلاء برئيس إحدى بلديات العاصمة، الذي قال عنه "يسكن منزلا مستأجرا ورغم ذلك فهو متابع بتبديد أموال عمومية"• وخلص المحامي "بوشاشي" إلى أن العدالة هي "مرحلة أخرى من مراحل الضغط على المنتخبين المحليين بعد ورقة التحكم في قوائم الترشيح ومرحلة تزوير نتائج الإنتخابات"• فحسب رئيس رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان "السلطة تتحكم في قوائم مترشحي أغلب الأحزاب القليلة التي تتمتع بالاستقالية في ترشيح الإطارات التي تختارها، تعرض للتزوير، ثم يأتي سيف العدالة•••"•