أكد البنك الدولي أن معدلات النمو في الدول النامية مازالت قوية، رغم ما تشهده من تباطؤ طفيف في الوقت الراهن في أعقاب الاضطرابات المالية التي شهدتها الدول مرتفعة الدخل ورغم أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، بينما أوضح البنك الدولي أن رقعة الفقر لاتزال واسعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع ارتفاع النسبة المعرضة له في المنطقة• وأفاد تقرير للبنك، يحمل عنوان "تمويل التنمية العالمية 2008" نشر أمس، أنه من المتوقع أن تنخفض تدفقات رؤوس الأموال الخاصة إلى الأسواق الصاعدة لنحو 800 مليار دولار بحلول عام 2009 ليظل أعلى مستوى على الإطلاق بعد أن سجلت رقما قياسيا مقداره تريليون دولار أمريكي فى عام 2007• وتوقع التقرير حدوث تباطؤ في نمو إجمالي الناتج المحلي العالمي، إلى 7،2 في المائة عام 2008 مقابل 7،3 في المائة سنة 2007• كما توقع أن يشهد معدل النمو في الدول النامية تباطؤا طفيفا ليبلغ 5،6 في المائة في عام 2008 والذي كان قد بلغ 8،7 في المائة في عام 2007• وحذر البنك الدولي من أن الدول التي لديها احتياجات تمويلية كبيرة من الخارج هي الأكثر تعرضا لانكماش أحجام السيولة المتوفرة للإقراض، نظرا لمساهمة التدفقات الداخلة من الديون الخاصة إلى القطاع المصرفي في تسريع وتيرة التوسع في الائتمان المحلي، مما أدى إلى تزايد الضغوط التضخمية• وأشار التقرير إلى أن العديد من الدول في أوروبا وآسيا الوسطى وعدد قليل من دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وإفريقيا جنوب الصحراء كانت هي الأكثر عرضة للمخاطر في عامي 2007 و2008• ونوه التقرير بأنه في حين استطاعت بعض البلدان ذات الدخل المنخفض مؤخرا الوصول إلى أسواق السندات الدولية، فإن معظم تدفقات رؤوس الأموال الخاصة إلى الدول النامية لم تتوجه سوى إلى عدد قليل من الاقتصادات الكبيرة الحجم، من بينها البرازيل، روسيا، الهند والصين• وفي الوقت نفسه، مازالت الدول الأكثر فقرا في العالم تعتمد على المعونات الرسمية، التي واصلت انخفاضها في عام 2007• ووفقا للتقرير، فقد بلغ صافي المساعدات الإنمائية الرسمية من الدول الأعضاء في لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي في عام 2007 ما مجموعه 7،103 مليار دولار، مقابل رقم قياسي بلغ 1،107 مليار دولار في عام 2005• ونوه تقرير البنك الدولي بأن النمو الذي شهدته الدول النامية في السنوات الأخيرة يرجع في جانب منه إلى الزيادة الكبيرة في تدفقات رؤوس الأموال، ومنها الزيادة في عدد البنوك الأجنبية التي وسعت وجودها في هذه الدول عن طريق إنشاء فروع محلية• وأكد التقرير أن تدفقات التحويلات المالية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا زادت بنسبة 9 في المائة خلال عام 2007 لتصل إلى 5،28 مليار دولار في أعقاب زيادة بلغت 11 في المائة في عام 2006•