ولدى زيارتنا إلى عين المكان شدت انتباهنا الأعداد الهائلة من البيوت القصديرية المنتشرة بمدخل المنطقة الصناعية الثانية لأولاد يعيش بالبليدة، وفي حديثنا مع سكان المنطقة أخبرتنا سيدة تقيم بالحي ذاته أن الظروف الأمنية التي كانت سائدة خلال العشرية السوداء ببعض القرى بكل من ولاية المدية، عين الدفلى والشلف دفعت بالعديد من العائلات إلى الفرار من سكناتها والنزول إلى المدينة خوفا على سلامة أفرادها وحمايتهم من أي عدوان إرهابي خاصة وأن الجماعات الإرهابية اتخذت من قراها مركزا لها نظرا للتضاريس الطبيعية الملائمة، وتابعت أن تلك العائلات اضطرت إلى تشييد أكواخ قصديرية أحيانا بالخشب والطوب وأحيانا من الترنيت، مشيرة إلى الظروف المأساوية التي يعيشها هؤلاء في ظروف أقل ما نصفها بالكارثية نتيجة ارتفاع نسبة الرطوبة بالمنطقة وانتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، ناهيك عن الأخطار التي تسببها لأطفالهم السكة الحديدية التي يقيمون بمحاذاتها• كما أكد لنا سيد آخر مقيم بالحي منذ سنة 1997 أنهم تقدموا بملفات سكنية عديدة لدى المجلس الشعبي البلدي لبلدية أولاد يعيش لكنها لم تؤخذ بعين الاعتبار بحجة أنهم ليسوا سكانا أصليين بالبلدية، وهو ما حرمهم من الاستفادة من سكنات اجتماعية رغم أن أبناءهم ولدوا بالبلدية ويملكون شهادة الميلاد، كما تمكن العديد منهم من الحصول على شهادات الإقامة لتسجيل أطفالهم بالمدارس لمزاولة دراستهم بالمؤسسات التعليمية المتواجدة ببلدية أولاد يعيش• وعليه فيطالب سكان الحي الفوضوي الكائن بالمنطقة الصناعية لأولاد يعيش بتدخل والي البليدة للنظر في ملفاتهم العالقة ومحاولة دراسة مطالبهم بجدية بطريقة تضمن لهم الاستفادة من سكنات لائقة سواء في الإطار الاجتماعي أو الاجتماعي التساهمي لترحمهم من تلك الظروف القاسية التي يعيشون فيها منذ أكثر من 15 سنة•