وأضاف عمر ازراج في حديثه أن المسرحي عبد القادر فراح قصد الجزائر وكانت نيته التأسيس لمسرح حديث حقيقي والمساهمة في نهضة حقيقية لقطاع المسرح في بلادنا بالنظر إلى الخبرة والكفاءة الكبيرة التي يتمتع بها في ميدان المسرح، وكان ذلك باقتراح من عمر ازراج شخصيا، فتوجه إلى وزارة الثقافة وقام بإمضاء عقد مع المسرح الوطني في عهد الراحل مصطفى كاتب يقضي بعمله في المسرح واتفقوا معه على مبلغ معين مقابل عمله بالمسرح، إلا أنه تم إلغاؤه لحسابات شخصية ومحسوبية• وأضاف عمر ازراج انه صدم للمعاملة التي لقيها، وعاد إلى بريطانيا مكسور الخاطر مغتاظا وطلب مني أن أجري له حوارا حتى يتحدث عن الأمر فقلت له لست صحفيا ورغم ذلك أقمت له حوارا طويلا ونشرته في أحد كتاباتي حدثني فيه عن تفاصيل القضية، وصرح لي أنه عندما جاء إلى الجزائر وقع عقدا مع المسرح الوطني وتم تحديد الأعمال التي يشرف عليها مقابل 400 فرنك فرنسي، ورد عليهم حينها قائلا "لم آتي لأناقش الفلوس ولكن هدفي هو تقديم المساعدة ثم أني لم آتي للبحث عن العمل"• ويعتبر عبد القادر فراح من بين أهم رجالات المسرح في العالم العربي والعالم وليس في الجزائر فقط، عاش في الجزائر فترة معينة وعندما اكتشف هوايته في الفن المسرحي سافر إلى باريس حيث اشتغل في الميدان المسرحي والتصميم، إلى أن التقى بشخصية مسرحية في بريطانيا وعرض عليه أن ينضم إلى فرقة "شكسبير" المسرحية المعروفة على المستوى العالمي، وحدث بعدها أن انضم عبد القادر فراح إلى الفرقة وأصبح مصممها الفني لسنين طويلة، حيث قام بتصميم أغلب مسرحيات "شكسبير"، وإلى جانب هذا فقد ألف العديد من المسرحيات ونشرها في مجلة "ليسبري" الفرنسية إلى جانب كاتب ياسين عندما نشر رواية "النجمة"، كما أن له كتابات صحفية عديدة في المسرح وإلى جانب هذا فهو يعتبر من أهم نقاد المسرح على اعتبار انه اطلع على أمهات الأعمال المسرحية في المسرح العالمي• وقال الكاتب عمر ازراج في حديثه لنا إن عبد القادر فراح كان قد أطلعه عندما كان يقيم في لندن على ملف يتعلق بالشهادات والجوائز العالمية التي تحصل عليها من خلال مختلف مساهماته المسرحية، ولم تتوقف الموهبة الفنية لدى الأستاذ عبد القادر فراح عند هذا الحد بل امتدت إلى فن الرسم وهو من الرسامين المعروفين في الغرب وقام بإنجاز العديد من الرسومات التي تعرض اليوم في كبريات متاحف الرسم العالمي، على غرار متحف "ألبير" في بريطانيا•