من خلال هذا الكتاب حاول الكاتب، حسب ما جاء في مقدمته، أن يعطي صورة مصغرة عن المجتمع النايلي من خلال منطقة "مسعد" بالتطرق إلى مختلف الجوانب المتعلقة بالعادات والتقاليد والثقافة وغيرها من السلوكيات التي يشترك فيها المجتمع النايلي• معتمدا في ذلك على تقصي المعلومات من المصادر المكتوبة ككتاب "تحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نايل" للشيخ محفوضي سي عامر ومخطوط "تعطير الأكوان"، إضافة إلى بعض المصادر والشهادات الشفوية• تناول المبارك بلحاج في بداية دراسته الجانب التاريخي لحياة سيدي نايل بالتعرض لنسبه الذي يعود، حسبه، إلى فاطمة الزهراء ابنة الرسول عليه السلام ثم أصله، حياته، تنقله وانتشار ذريته عبر الصحراء والعروش المنتمية والمكونة لسيدي نايل• أما الجانب العقادي فقد تناول فيه أشهر الزوايا في المنطقة مثل الزاوية الطاهيرية، زاوية الحاج برابح والدور الذي قامت به في الحركات التحررية وثورة التحرير• كما تحدث عن أسباب توقف نشاط بعضها والذي يعود حسبه إلى أسباب مادية و اجتماعية• كما تطرق إلى السلوكيات اليومية للمجتمع النايلي كطريقة الكلام الحركات، الحياء والحشمة، التسامح، الزيارات والولائم والتكافل الاجتماعي• وأعطى طريقة أداء بعض الألعاب الشعبية باعتبارها وسائل ترفيه للسكان كالسباق والسيق• وتعرض لمظاهر الفلكلور المحلي والتي تمثلت في القصبة والبندير والرقصات الشعبية، كما تناول أسماء بعض الألبسة وأدوات الزينة في المنطقة إضافة إلى أشهر المأكولات والمشروبات التي تعرف بها• كما أعطى تسميات لأدوات وأماكن ونباتات، ليتطرق بعدها إلى الشعر الشعبي لأولاد نايل الذي ارتبط حسبه بالجواد والبادية مع إعطاء أسماء لبعض الشعراء المعروفين• أما الملحق فيحتوي على أهم الكلمات المتداولة في المنطقة بإعطاء المؤلف معاني حوالي 800 كلمة إضافة إلى مجموعة من الأمثال الشعبية واختتمه بقصيدة نظمها في مناقب أهل المنطقة وتقاليدهم• جدير بالذكر أن المبارك بلحاج من مواليد 1954 مارس التعليم في الطور الابتدائي منذ 1975 ليصبح مديرا بعد ذلك• مارس الشعر بنوعيه الفصيح والملحون منذ 1977 تناول فيه كل الأغراض وله رصيد يناهز 40 قصيدة في الملحون و20 قصيدة في الفصيح، وقد صدر له ديوان محلي وهو في طريق طبع ديوان رسمي• كما شارك المؤلف في عدة ملتقيات محلية ووطنية ونال عدة جوائز كشاعر، ونشرت له بعض الجرائد الوطنية بعضا من إنتاجه كما سجل عدة حصص مع إذاعة صوت السهوب والتلفزة الوطنية•