أبدى العديد من سكان بن عامر ببلدية الرابطة بولاية برج بوعريريج عن استيائهم مما وصلت إليه حالة المنطقة التي آلت إليها خاصة في الفترة الأخيرة التي زادت معاناتهم مع غياب الماء من الحنفيات ؛ في منطقة تغلب عليها البيئة الصخرية و الطابع الجاف مع ارتفاع الحرارة الكبير الذي بلغ 41 درجة • " الفجر " تنقلت إلى مشتة أم الديسة أين وقفت على ظروف الحياة القاسية و المعيشة الصعبة في جزائر 2008 ، وعبر عدد من مشاتي البلدية و قراها كاطراوية و السهالة و الشاردي و صلنا إلى منطقة بن عامر ، التي تعبر بحق عن ظروف الحياة اليومية للمواطن في الجزائر العميقة • السكان الذين اجتمعوا بنا أكدوا لنا أن جريدة " الفجر " هي أول وسيلة إعلامية تدخل المنطقة منذ الاستقلال لرصد معاناة المواطن اليومية حيث طالبوا السلطات المحلية و البلدية بالالتفات إليهم كجزائريين لهم حق المواطنة ، بدورها جمعية الحي و على لسان أحد أعضائها السيد ناصر دفاف أكد أن سكان منطقة بن عامر البالغ عدد العائلات بها تصارع شبح العطش منذ أزيد من شهر، مضيفا أنهم اتصلوا مرارا بالبلدية إلا أن مشكل تزود الناس بالمياه الصالحة للشرب لا زال لحد الآن قائما بسبب تعطل المضخات الخاصة بضخ الماء مما حتم عليهم استعمال بعض آبارالمياه غير المراقبة و التي كانت مخصصة للماشية حيث سجلت حسب محدثنا 03 إصابات بأمراض المياه المتنقلة في الأيام القليلة الماضية تم نقلها إلى عيادات طبية خاصة ، أما عن المرافق الأخرى فأكدوا أنه لا مجال للحديث عنها في ضل العطش الذي يعيشونه و أبناءهم لعشرات الأيام ، حيث أوضح محدثنا أن المنطقة تعيش شبه عزلة بسبب حالة الطريق الذي أصبح مستعملي السيارات يتجنبونه مما أجبرهم على العودة إلى طريقة النقل البدائية بواسطة الأحمرة و الدواب التي يستغلها جل السكان في التنقل و قضاء حاجياتهم اليومية ، خاصة لجلب المياه من المنبع الذي يبعد حوالي 01 كلم عن بن عامر، أما عن المسالك الترابية المؤدية إلى منازل القرية فهي غير مهيأة تماما الشئ الذي يخلق صعوبات كبيرة خاصة للأطفال في فصل الشتاء نتيجة الأوحال ، حيث يقطع عبر هذه المسالك الأطفال وتلاميذ الطور الابتدائي يوميا 03 كلم ذهابا و إيابا للابتدائيتين التي تستقبل التلاميذ أم الديسة أيضا • و عن حالة القطاع الصحي بالمنطقة فأكد السكان أن القاعة المخصصة للعلاج تبقى طيلة الأيام فارغة أو مقفلة بسبب غياب الطبيب الذي يحضر يومين فقط في الأسبوع مما يحتم عليهم قطع حوالي 12 كلم لتوجه للعيادات المتعددة الخدمات بمركز الدائرة بالحمادية ، أما عن سؤال حول خدمات الفرع البلدي و قاعة العلاج ففضل ممثلو جمعية الحي و السكان على حد سواء معاينته ،حيث لاحظنا عند الساعة 2•30 زوالا غياب الموظفين بل و غلق أبواب هذا المقر الذي تعلوه لافتة " المرفق الجواري " • الشئ الذي شد انتباهنا هو رحلة البحث المتواصلة لأطفال في سن البراءة على ظهر الأحمرة من أجل التزود بقطرة ماء صالحة للشرب تحت حرارة الشمس بلغت 41 درجة تحت الظل ، اقتربنا من بعض أبناء منطقة بن عامر و بكل براءة أطلق الأطفال عبارة " أخدموا لنا الماء و اديروا لنا أستاد نلعبوا فيه " ضانين أننا من مسؤولي البلدية ، أعضاء جمعية الحي ببن عامر أكدوا أن الحال في فصل الصيف بالنسبة للأطفال الجهة ليس كغيرهم من أبناء الجزائر حيث أصبح يعد هاجسا لهم ، نضرا لكثرة التنقل لجلب المياه و غياب المرافق الجوارية كالملعب مما يدفعهم إلى رعي الغنم و الماعز للبدو الرحل بالأجرة الذين يحطون بالقرب من أحد المنابع التي تبعد عن بن عامر ب 01 كلم و هو الشئ الذي وقفت عليه " الفجر "• انشغالات الموطنين هذه أجاب عنها رئيس دائرة الحمادية السيد عبد الله منجي في حديثه ل" الفجر " الذي أوضح أنه اجتمع بممثلين عن منطقة بن عامر مؤكدا أنه شكل لجنة تقنية تنزل لمعاينة مشكل العطش الذي يعني منه السكان و إيجاد حل له ، و أضاف أن من بين العوامل التي ساهمت في تفاقم هذه المشكلة هو عمليات التزود غير الشرعي من بعض المواطنين بالمياه الصالحة للشرب عن طريق إحداث ثقب بالقناة الرئيسية لخزان المياه من أجل سقي محاصيلهم و أحواض الماشية ، و عن البرامج التنموية التي استفادت منها الجهة أكد رئيس الدائرة أن عملية استفادة أي منطقة يخضع لمعايير تؤخذ بعين الاعتبار كعدد السكان و مناطق توزعهم و كذا حالة المنطقة ذاتها ، أما عن مشكل قاعة العلاج و مداومة الممرض فيها أشار إلى أن مديرية الصحة تخضع هذا النوع من القاعة الجوارية إلى مخطط وفق عدد السكان و احتياجاتهم الصحية كما أوضح أنه تم تسجيل بعض من النقائص التي ألح المواطنون على تداركها من بينها إنجاز الملعب لصالح أبناء القرية و إعادة تهيئة الطريق •