وفي البداية أرجع رئيس المؤتمر وأستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس "فتحي يونس"، تدني الميول القرائية، إلى أن الطفل العربي مغيب ولا قرار له ولا رغبات في مناهج المدرسة العربية، لافتا إلى أن مليون طالب جامعي في مرحلة واحدة يدرسون ذات المناهج وكأنهم "زكائب" (أكياس كبيرة) تعبأ لا فرق بينها• وشدد أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة "عاطف العراقي" على أن القراءة هي الطريق الذهبي نحو الثقافة، وأبدى مخاوفه من أن تقتل الثقافة الإلكترونية الإبداع وتقضي عليه، "لأنها تجعل الإنسان مفعولا به وليس فاعلا، كما يحدث مع الكتاب التقليدي الذي نحاوره"• ولفت "العراقي" إلى أن نسبة القراءة في تراجع وانحسار، موضحا أن "جيل التلفزيون والساندويتش لم يعد لديه صبر على التعلم، ويتلقى من مصادر بها أخطاء فادحة علمية ولغوية وتاريخية"• والأزمة في تقدير العراقي، "بدأت بتراجع اللغة العربية الفصحى، وأصبح الطالب لا يريد بذل أي عناء أو مشقة لتحصيل المعلومة"• وفي دراسة مسحية تحليلية عن واقع القراءة لدى الأطفال في الوطن العربي، حذرت أستاذة المناهج وطرق تدريس اللغة العربية بجامعة طنطا "نادية أبوسكينة" مما وصفته "بمرض تفشى في المجتمع العربي، وهو كره أطفالنا للقراءة مع البقاء لساعات أمام التلفاز"• واستشهدت الباحثة بإحصائية لمنظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، تشير فيها إلى أن متوسط قراءة الطفل في العالم العربي لا يتجاوز ست دقائق في السنة، خارج المنهج الدراسي• وقالت "نادية"، إن الأرقام العالمية بها حقائق محبطة، منها أن الطفل الأميركي نصيبه من الكتب في العام 13260 كتابا، والطفل الإنجليزي 3838 كتابا، والطفل الفرنسي 2118، والإيطالي 1340 كتابا، والروسي 1485 كتابا، بينما الطفل العربي لا نكاد نجد له رقما ولو هزيلا يمثل نصيبه في عالم الكتب، فالمكتبة العربية شبه خالية من كتب الأطفال، حيث بلغ عدد كتب الأطفال الصادرة في أحد الأعوام 322 كتابا فقط• وأشار بحث عن العلاقة بين الميول القرائية وبعض مهارات التفكير الناقد بين طلاب جامعة "أبو ظبي"، إلى انشغال الشباب بالقراءة الإلكترونية وتفضيلهم لها وعزوفهم عن القراءة الحرة، حيث يهتم الذكور بالمواقع الدينية والحوارية والرياضية، بينما تهتم الإناث بالمواقع التعليمية والدينية• وأرجع بحث بعنوان "أبناؤنا ماذا يقرؤون؟ وكيف يقرؤون؟" مشكلة الإنصراف عن القراءة إلى قصور مهارات الفهم القرائي، ما يوقع الأبناء فريسة الإغواء أوالتضليل أو خطأ التأويل• مشيرا إلى أن الآباء والمعلمين أكثر الناس مقاومة لتغيير وتطوير المناهج الدراسية• وأشار التربوي "غانم البسطامي"، إلى أن تسرب ما يزيد عن 50% من التعليم، يأتي بسبب الضعف القرائي• وأكد "البسطامي" في بحثه أن وضع برامج لمن يعانون الضعف القرائي تعتمد على منهجية الحوار والتثقيف الشعبي، يشجع الأطفال المتسربين على العودة إلى التعليم وتطوير بناهم القرائية والمعرفية•