أوضح المدير الفرعي للدراسات والتنظيم بالمديرية العامة للحماية المدنية في لقاء مع "الفجر"، أن المناورة التقييمية الافتراضية التي قامت بها مصالح الحماية المدنية في 3 جويلية الجاري، كشفت أن نفق "جباحية" لا تزال تتخلله نقائص من حيث عدم استيفاءه لكامل شروط السلامة الأمنية لمستعمليه في الوقت الحالي، وهو ما قد يتسبب في كوارث خطيرة إذا أعطيت إشارة انطلاق استغلاله، خاصة وأن النفق على طول 1289 متر وهو يتضمن نفقين باتجاهين مختلفين من الجزائر العاصمة إلى قسنطينة والعكس من قسنطينة إلى العاصمة، وبعد عبور النفق يأتي بعده مباشرة الجسر الطويل على مسافة 1 كلم. وأضاف المتحدث، أمس، أن النقائص تمثلت في افتقاد تجهيزات التهوية، وأجهزة مكافحة الحرائق الخاصة بالحماية المدنية، وهو ما تمت ملاحظته خلال المناورة الافتراضية التي نفذها 50 عون من مختلف الرتب، والاستعانة ب 8 شاحنات، و4 سيارات إسعاف، والتي أشرف عليها المدير الولائي للحماية المدنية بالبويرة، بحضور كل المعنيين بالمشروع، وخلالها وجهنا تعليمات بتنفيذ كل شروط الحماية والسلامة الأمنية داخل النفق لاسيما وأن الأشغال لا تزال جارية به، ولهذا فإن العمل به بصورة مؤقتة مرتبط بمدى إتمام وتركيب التجهيزات المذكورة سابقا ( الأمر يتعلق بتجهيزات التهوية، أجهزة مكافحة الحرائق الخاصة بالحماية المدنية). وأشار ذات المتحدث، أن تقريرا بخصوص تلك النقائص التي لوحظت على مستوى نفق "جباحية" رفع إلى المسؤولين وإلى القيادة العليا للحماية المدنية، وهذا حتى لا نتحمل المسؤولية في ذلك. كما أكد المدير الفرعي للدراسات والتنظيم بالمديرية العامة للحماية المدنية، أن العمل بمثل هذه المشاريع يقتضي احترام النصوص القانونية والتشريعية وفق المقاييس الدولية، ولا نبدي موافقتنا في حال عدم توفر شروط الحماية والسلامة الأمنية. وبخصوص منع المركبات الثقيلة التي تحمل المواد الخطيرة سريعة الاشتعال (البنزين، المازوت، الزيوت) وحتى التبن والكلأ الموجه لتغذية الأبقار والأغنام، قال المتحدث أننا قدمنا اقتراحا بشأنها إلى والي البويرة كي يصدر قرارا يقضي بمنع تلك الشاحنات من المرور عبر النفق، لتفادي أي حادث مهما كان نوعه من أن يلحق أضرارا مادية كانت أو جسمانية في الداخل، وعليه فإن المركبات الممنوعة من السير بداخل النفق تسلك الطريق الوطني رقم 5. وفي إطار توفير شروط السلامة الأمنية، أعلن ذات المتحدث أن النفق تم تزويده بخزان من الماء بسعة 160 ألف لتر، وغير بعيد عن النفق وعلى مسافة 1 كلم، تم تنصيب وحدة تدخل خاصة تابعة للحماية المدنية متخصصة في تسيير الأزمات والكوارث داخل الأنفاق، في إخماد الحرائق والإسعاف بمنطقة "جباحية". وعن الأخطار التي تعيق عمل أفراد الحماية المدنية أثناء تدخلهم في حرائق الأنفاق، عددها المدير الفرعي للدراسات والتنظيم بالمديرية العامة للحماية المدنية بارتفاع درجة الحرارة والدخان الكثيف، حيث قال أن 10 كلم من البنزين تتسبب في إحداث 25 ألف متر مكعب من الدخان داخل الأنفاق. وقصد الحصول على أكثر توضيحات حول القرار الذي اتخذته المديرية الفرعية للدراسات والتنظيم بالمديرية العامة للحماية المدنية، بعدم الموافقة على تسليم نفق "جباحية" لعدم استيفاءه شروط السلامة الأمنية لمستعمليه، اتصلت "الفجر" بالمكلف بالإعلام والاتصال بوزارة الأشغال العمومية، والذي عندما طلبنا منه تقديم استفسارات حول الموضوع، قال وبالحرف الواحد "أمتنع عن التصريح".