أعرب الدكتور محمود شكري نائب رئيس البعثة المصرية المشاركة في دورة الألعاب الاولمبية التاسعة والعشرين المقامة حاليا في العاصمة الصينية بكين عن تفاؤله بالنسبة للمشاركات العربية في الدورات الاولمبية المقبلة رغم الحصاد الهزيل في الدورة الحالية. وقال شكري في مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الالمانية (د ب أ) إن سوء الحظ لعب دوره مع العديد من الرياضيين العرب في الدورة الحالية فكان وراء خروج عدد من الفرق واللاعبين رغم مستواهم الجيد مقارنة بمستويات أخرى حصل أصحابها على ميداليات أو مراكز متقدمة في مختلف المسابقات. واستشهد شكري على ذلك بكل من العداءة البحرينية رقية الغسرة والمنتخب المصري لكرة اليد ونجوم المنتخب الاماراتي للرماية وبعض العدائين في قطر والمغرب وغيرهم ممن لم يحالفهم التوفيق وعاندهم الحظ. وقال شكري إن الدورة الحالية ربما تكون قد شهدت إخفاقا من البعثات العربية واقتصر الرصيد العربي فيها على حفنة قليلة من الميداليات لا تتناسب مع حجم المشاركة ولكن لا يجب اعتبارها مشاركة سلبية فمن الجائز ألا يحالف التوفيق اللاعب أو اللاعبة في دورة ويكون حليفه في بطولات ودورات أخرى عديدة. وأضاف أن المشاركة في حد ذاتها تعتبر مكسبا كبيرا لأنها أكسبت العديد من اللاعبين الخبرة بمثل هذه الدورات الاولمبية ومن ثم ستفيدهم على المدى البعيد. وقال شكري الخبير في رفع الاثقال بمصر والعالم العربي إن الدورة شهدت على سبيل المثال فشل جميع الرباعين العرب في الحصول على أي ميدالية في رفع الاثقال وهي ليست الدورة الاولى التي يصادفهم فيها هذا الاخفاق على الرغم من التاريخ الجيد للعرب على مستوى اللعبة ولكن مشاركة عدد من الرباعين والرباعات العرب أكسبهم الخبرة خاصة مع تحقيقهم لمراكز جيدة ووجود فارق صغير بينهم وبين الفائزين بالميداليات مما يبشر بمستقبل جيد للعبة. ولدى سؤاله عن السبب في التراجع الشديد للرباعين المصريين على المستوى العالمي والاولمبي على الرغم من التاريخ الحافل لرفع الاثقال في مصر اعترف شكري بأن رياضة رفع الاثقال في مصر نجحت فإحراز العديد من الالقاب والميداليات في الماضي ومنها بعض الميداليات في الدورات الاولمبية لكن يجب الاعتراف بأنها كانت مواهب فردية. وأوضح شكري أن الاثقال المصرية أثبتت وجودها في النصف الاول من القرن العشرين عندما كانت الموهبة هي الاساس ولم تكن التقنيات أو الاستعدادات قد وصلت إلى الحد الموجود حاليا ولكن لا يجب اعتبار عدم حصول مصر على ميداليات أولمبية بعد ذلك تراجعا وإنما يجب الاعتراف بأنه نتيجة طبيعية للتقدم الهائل والمذهل في الرياضة بوجه عام وعلى مستوى العالم بأكمله. وقال إن الرياضة جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع وتتأثر بالتالي بجميع أحداثه ومتغيراته وفي الوقت الذي عانت فيه الدول العربية كثيرا من الاستعمار والحروب كانت الدول الأوروبية وغيرها تبحث عن التطوير بكل الوسائل ومن هنا نشأت الفجوة خاصة مع التقلبات الاقتصادية والسياسية التي شهدها النصف الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الحالي.