وما زادها روحاً هي تلك المياه المتدفقة من جبالها التي جعلت العديد من العائلات تلتقي عند بركها المتجمعة وأوديتها السيالة التي لا تجف حتى في أعز أيام الصيف، ويكاد الناس لا يفارقونها طوال النهار ولا حتى الليل في ساعات متأخرة منه مثلما هو الحال في أيام الصيف، مما جعل المنطقة ذات نشاط كبير خاصة بعد عملية التهيئة التي شهدتها في الآونة الأخيرة، ولا يقتصر الحال على سكان المنطقة فقط بل يتعداهم إلى مسافري الطريق الوطني رقم 1 المتجهين من الشمال إلى الجنوب أو العكس وحتى المغتربين الذين يجدون بها الراحة التي يفتقدونها في غربتهم. العائلات تستعد لاستقبال رمضان بالأواني الفخارية وتتوافد العائلات بالمئات أسبوعيا خاصة نهاية الأسبوع حيث يكون الإقبال مضاعفا خاصة بعد تهيئة مكان مخصص للصناعات التقليدية وتزيين المحيط وتوفير هياكل الراحة للعائلات والاستمتاع بهذا المكان السياحي في أيام الحر واقتناء الأواني الفخارية خاصة مع حلول شهر رمضان، إلا أن هناك ارتفاعا في الأسعار نوعا ما. وحول استفسارنا حول الموضوع أوضح لنا ممثل التجار "بوغدو عزالدين" أن استيراد مادة الفخار وكذا صنعها خارج الوطن هو السبب الرئيسي، حيث أن نسبة استيراد هذه المواد تصل إلى 50 بالمائة من البلد الشقيق تونس وكذا أوروبا وبالتحديد اسبانيا، وعلى الرغم من هذا وذاك فإن النساء يفضلن الطهي والأكل على الأواني الفخارية التقليدية والتي لها نكهة خاصة حسب تقصينا لآراء العائلات الوافدة. وللأطفال فسحة للاستمتاع بعطلتهم وبجمال الحمدانية ونظراً لراحة المكان وجماله وسكونه فإن العائلات لن تترد خلال سهرات أيام رمضان في قصده كون رمضان هذه السنة يتزامن وفصل الصيف، وكذلك لكون المكان دشن حديثا ويشهد إقبالا غير متوقع من طرف "قاصديه"، ويتوفر المكان على ساحات للعب الأطفال ومختلف المرافق الاجتماعية من المحلات والمطاعم والمقاهي. وأشار ممثل التجار إلى ضرورة توسيع المحلات كونها ضيقة فهو يضطر إلى ترك سلعه خارج المحل "لأنها بنيت دون إشراكنا في العملية، كما أنها لا تتوفر على شروط السلامة من الحرائق والوقاية من الأمطار في فصل الشتاء" يضيف محدثنا. فمن زار الحمدانية ولم يتذوق شواءها عبر محلاتها المصطفة على حافة الطريق فكأنه لم يزرها، فرائحة دخان الشواء المنبعثة من هنا وهناك حتما سوف تؤثر فيك لا محال مما يضطرك للوقوف والاستمتاع بما تقدمه من مختلف الأطباق على ضفاف "وادي شفة". وتأمل ساحة الصناعات التقليدية بالحمدانية أن يحافظ زوارها على جمالها وأن لا ينقطعوا عن زيارتها ويخبروا من لم يسمع عنها حكايتها ليس في أيام الصيف فحسب بل طوال أيام السنة.