استطاع الفيلم الجزائري " قبلة " للمخرج الجزائري طارق تقية أن يفرض وجوده في المنافسة الرسمية لمهرجان البندقية الذي يعرف مشاركة قوية لأفلام عالمية. بعد أن انتهى من تصويره منذ فترة قليلة بإنتاج جزائري فرنسي تدوم مدته حوالي الساعتين وعشرين دقيقة ، ويشارك في تجسيد شخصياته كل من عبد القادر عفاق في دور بطل الفيلم مالك ، إيناس روز دجاكو في دور الزوجة ، أحمد بن عيسى "لخضر " ، فتحي قاريس ، قويدر مجاهد ، جليلة قاضي حنيفي . وأنتجته شركة "نفة " فيلم . وقام بإعداده فريق تقني قليل العدد يضم تقنيين جزائريين وفرنسيين من بينهم كريم موساوي ، حسين آيت قاسي ، ماثيو بيرو، كمال فرفاني . تدور أحداث فيلم " قبلة " في منطقة بالغرب الجزائري حول شخصية مالك ، و هو رجل في الأربعينيات من العمر، يعيش وحيدا منعزلا عن العالم وعن جنونه وهيجانه والذي يوافق على القيام بمهمة في الغرب الجزائري بعد إلحاح شديد من صديقه "لخضر" . هذه المهمة المتمثلة في زرع خطوط كهربائية لفائدة إحدى القرى النائية التي تعرف عمليات تفجيرية بفعل أيادي إرهابية.. وهو الوضع الذي يساهم بشكل أكبر في تنامي رغبته الملحة في الهجرة إلى الخارج عبر الحدود المغربية . وهي الفكرة التي قام بتجسيدها رفقة فتاة افريقية تتكلم الانجليزية بصعوبة فيقرر حمايتها من الشرطة التي تتعقبها وذلك بالتوغل عبر الحدود الجزائرية المغربية كخطوة أولى للهجرة إلى أوروبا لكن الفتاة الإفريقية تقرر العودة من جديد. يذكر أن مهرجان البندقية افتتح فعالياته لهذا العام بفيلم الأخوين كوين الذي يحمل عنوان " الحرق بعد القراءة"، ويشارك في بطولة هذا الفيلم الذي يعرض للمرة الأولى عالميا في مهرجان لا موسترا لكن خارج المسابقة الرسمية، جورج كلوني وبراد بيت وجون مالكوفيتش وتيلد سوينتون. ويروي مغامرات عنصر سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، ويكتب مذكراته التي تقع في النهاية في أيدي موظفين يعملان في قاعة للرياضة ويعتقدان أنها وثائق سرية ويحاولان بيعها للتمكن من إجراء جراحات تجميلية. ومن جانبه، أعلن مدير مهرجان "لا موسترا ماركو مولر" أن دورة المهرجان لهذا العام ستهدى إلى روح المخرج المصري الراحل يوسف شاهين الذي عرض له المهرجان يوم أمس فيلم " باب الحديد" لعام 1958 الذي أخرجه يوسف شاهين وقام ببطولته. وتختتم فعاليات مهرجان البندقية في السادس من سبتمبر المقبل بحفل تسليم الجوائز. ومن أبرز هذه الأفلام"ريتشل تتزوج" للأمريكي جوناثان ديم مخرج فيلم " صمت الحملان" و" فيلادلفيا". وتقوم آن هاثواي في هذا الفيلم الكوميدي بدور عارضة أزياء سابقة معتادة على علاجات الإدمان تفتعل المشاكل في حفل زواج شقيقتها. ويمثل السينما الفرنسية بفيلم "اينجو الوحش في الظل" لباربيت شرويدر مع بنوا ماجيمل.. بالإضافة إلى فيلم"الآخر" لباتريك ماريو برنار وبيار تريفيديك والمستوحى من رواية اني ارنو" الاحتلال". وإلى جانب الفيلم الجزائري " قبلة " يشارك في المسابقة فيلم إفريقي آخر للإثيوبي بعنوان "تيزا" لهايلي جيريما الذي يدور حول شابة إثيوبية تعود إلى بلدها بعد سنوات من الدراسة في ألمانيا. كما يعرض مهرجان البندقية خارج المسابقة أفلاما جديدة لكلير دوني والإيراني عباس كياروستامي واينياس فاردا . ويرأس لجنة تحكيم المسابقة المخرج الألماني فيم فاندرز الذي حصل على الأسد الذهبي عام 1982 عن فيلم " وضع الأمور". والممثلة الايطالية فاليريا غولينو والمخرجة الأرجنتينية لوكريشيا مارتل والمخرج الصيني جوني تو. كما يكرم المهرجان أيضا هذا العام المخرج الإيطالي إرمانو أولمر البالغ من العمر 76 عاما وهو مخرج "الشجرة ذات الحذاء طويل الرقبة " لعام 1978 و"مهنة السلاح" لعام 2001 ، والذي سيمنح أسدا ذهبيا تقديرا على مسيرته الفنية. يذكر أن مهرجان البندقية عرف انطلاقته الأولى عام 1932 لكنه احتجب لسنوات خلال الحرب العالمية الثانية كما نظمت العديد من دوراته دون مسابقة رسمية.