الأمر الذي سهل من تنقل هذه العناصر المسلحة، التي قالت بشأنها مصادر موثوقة، أنها تضم في صفوفها مجندين جدد من جنسيات أجنبية يتم تدريبهم بأدغال منطقة القبائل إلى جانب دخول عدد آخر من الإرهابيين إلى تراب تيزي وزو بعد الحصار المفروض عليهم من طرف مصالح الأمن المشتركة في عدد من ولايات الوطن لاسيما الشرقية منها. وقالت مصادر متتبعة للشأن الأمني بمنطقة القبائل أن عملية آيت يحي موسى بذراع الميزان التي ماتزال متواصلة، كانت قد تفطنت لها قوات الجيش الوطني الشعبي، التي دخلت في بداية الامر في اشتباك مسلح مع 15 إرهابيا مدعمين برشاشات من نوع كلاشينكوف يحاولون الالتحاق بأدغال سيدي علي بوناب الممتد جزء منها إلى ولاية بومرداس. كما مست عملية التمشيط التي باشرتها ذات المصالح، المنطقة المسماة تامدة نحالة، التي تضم غابات كثيفة واقعة على بعد 14 كلم شمال بلدية آيت يحي موسى بذراع الميزان والتي خصص للتوغل فيها عتاد حربي ثقيل لاقتفاء آثار أتباع دروكدال المتواجدين داخل كازمات يعود البعض منها إلى الفترة الاستعمارية. كما ذكر شهود عيان من آيت يحي موسى عن وجود تحركات مشبوهة لعدد من المسلحين يظهرون علانية أمام المواطنين ويقتحمون وسط المدينة دون أن يعترضوا سبيل أي أحد والموزعين على شكل فرق صغيرة، الأولى تتشكل من 12 إرهابيا، بدأت تحركاتهم منذ الاسبوع المنصرم على مستوى عدد من المناطق الجنوبية لذراع الميزان والثانية من 8 عناصر أخرى تنشط أساسا على الحدود الشرقية لولاية بومرداس وهذا انطلاقا من قرية تيشتيوين وصولا إلى الشريط الرابط هذه الأخيرة بمنطقة بوغني. ولم تستبعد مصادرنا محاصرة عدد من العناصر الارهابية الخطيرة التي يجري البحث عنها من طرف مصالح الامن على مستوى ولاية تيزي وزو والذين يبلغ عددهم 35 إرهابيا أعمارهم تتراوح ما بين 25 و35 سنة أغلبهم اختاروا إسم "إلياس"، هذا في الوقت الذي مايزال تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي غير اسمه إلى "تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي"، يضم ما يزيد على 300 مسلح أغلبهم ينشطون بمنطقة القبائل. وأفادت مصادر من مكان عملية التمشيط ل "الفجر" أن قوات الجيش بمعية القوات المختصة في تفكيك الألغام وقوات الأمن المشتركة، قد نجحت في فرض السيطرة من خلال استعمالها لقصف جوي مكثف أسفر في حصيلة أولية عن مقتل 10 إرهابيين بمرتفعات آيت يحي موسى والذين لم يتم بعد استرجاع جثثهم بالنظر الى هول العملية التي دمر إثرها العديد من الكازمات والمغارات بآليات مدرعة والتي كانت تستعملها هذه العناصر الارهابية كملاجئ، هروبا من أعين مصالح الأمن المشتركة التي انتقلت إلى مناطق آيت معمار وإحيذوسن بالجهة الشمالية لذراع الميزان. كما سمع على بعد كيلومترات بمدى قوة عمليات التمشيط هذه المتواصلة لغاية أمس المرفوقة بطلقات نارية لإرغام هذه العناصر الارهابية على الخروج، خاصة وأن البعض منهم حاولوا تفكيك الخناق عليهم بمحاولتهم الهروب إلى أدغال معاتقة وبني زمنز إلى جانب بني دوالة الواقعة على بعد 15 كلم عن مقر الولاية تيزي وزو والتي عرفت هي الاخرى حصارا بريا لمواجهة أتباع "كتيبة الفاروق" التي تنشط على الشريط الغابي المذكور والتي جندت مؤخرا عناصر جديدة من الدول العربية بعد مقتل العديد من أمراء التنظيم والمسؤولين في مختلف الكتائب والسرايا بمنطقة القبائل الى جانب بحثهم عن إيجاد معسكر جديد لإعادة تشكيل التنظيم وهيكلته لكنهم لم يتمكنوا في ظل مطاردتهم الشرسة من طرف قوات الجيش الوطني الشعبي.