وأملت رايس في أن تحقق نجاحا دبلوماسيا نادرا لإدارة بوش، وأن تظهر لكوريا الشمالية وإيران الفوائد التي يمكن أن يحصلا عليها بتخليهما عن أسلحتهما للدمار الشامل، والتقت رايس وزير الخارجية عبد الرحمن شلقم، ثم شاركت العقيد القذافي في مأدبة إفطار. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك أن "ليبيا مثال يثبت أنه إذا قام بعض البلدان بخيار يختلف عن خيارهم الراهن، تستطيع إقامة علاقات مختلفة مع الولاياتالمتحدة والبلدان الأخرى، وإننا نفي بوعودنا"، وترى ليبيا أن زيارة رايس تختم عودتها إلى المسرح الدولي وتشكل نجاحا مدويا لدبلوماسيتها الجديدة التصالحية بإيعاز من سيف الإسلام نجل العقيد القذافي، لكن بعد عشرات السنين من العلاقات المتوترة، ما زال القذافي على موقفه، وقال الاثنان "ليس من مصلحتنا أن نكون على خلاف مع الولاياتالمتحدة، لكننا لن نقبل أيضا أن نخضع لها". وتأتي زيارة رايس في وقت يتزايد اهتمام المؤسسات الأمريكية بفرص الاستثمار في ليبيا خاصة في مجال الطاقة، ويشار إلى أن ليبيا تمتلك تاسع أكبر احتياطي نفطي في العالم بإجمالي يناهز 39 مليار برميل إضافة إلى الثروات النفطية التي لم تكتشف بعد. وكانت العلاقات الليبية الأمريكية شهدت في ثمانينيات القرن الماضي أزمات حادة مثل اتهام ليبيا بالتورط في تفجير ملهى يرتاده جنود أمريكيون في برلينالغربية عام 1986 و تفجير طائرة ركاب أمريكية فوق بلدة لوكربي الإسكتلندية عام 1988، وقامت الطائرات الأمريكية بغارة جوية على طرابلس وبنغازي عام 1986 إثر تفجير ملهى برلين الذي قتل فيه ثلاثة بينهم جنديان أمريكيان وأصيب280شخص، غير أن العلاقة بين ليبيا والولاياتالمتحدة قد شهدت تحسنا نوعيا منذ عام 2003، عندما قبلت طرابلس بمحاكمة اثنين من مواطنيها لاتهامهما بالتورط في تفجير لوكربي الذي قتل فيه 280 شخصا، كما بدأت في اتخاذ إجراءات تعويض عائلات الضحايا، ووافق الزعيم الليبي معمر القذافي في نفس السنة على التخلي عن البرامج الليبية للتسلح النووي والكيماوي والجرثومي. وفي أوت الماضي تم التوصل إلى اتفاق شامل تدفع طرابلس بموجبه مئات الملايين من الدولارات لصندوق لتعويضات أسر ضحايا لوكربي وتفجير ملهى برلينالغربية. وكان ديفيد ويلش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط قد تولى ملف التفاوض مع طرابلس بشأن تعويضات عائلات الضحايا، وقد احتج بعض أفراد هذه العائلات على زيارة رايس إلى طرابلس معتبرين أنها تمنح شرعية دولية للقذافي، وقال ويلش أن تخلي ليبيا عما أسماه بالإرهاب وبرامج التسلح النووي والكيماوي والجرثومي يمثل انتصارا دبلوماسيا لإدارة الرئيس جورج بوش. واعتبر ويلش أن علاقات واشنطن مع طرابلس تقوم حاليا على أسس متينة، وقال المسؤول الأمريكي أن رايس ستثير في محادثاتها مع القذافي مسألة حقوق الإنسان في ليبيا، وأوضح أن الوزيرة تتناول القلق الأمريكي تجاه هذا الملف أيضا في بقية محطات جولتها، كما تتناول محادثات رايس أوضاع مواطني الدول الأربع المحتجزين لدى القوات الأمريكية في قاعدة غوانتانامو والعراق وأفغانستان.