رحبت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإيران بانتخاب زعيم حزب الشعب الباكستاني بالوكالة آصف علي زرداري رئيسا لباكستان، جاء ذلك في أعقاب انتخابه من قبل البرلمان بمجلسيه الجمعية الوطنية والشيوخ إضافة إلى البرلمانات الإقليمية الأربعة التي أجريت أول أمس عملية اقتراع سرية لاختيار رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس السابق برويز مشرف، وأعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن استعداده للعمل مع زرداري خاصة في مجال مكافحة ما سماه الإرهاب، وأشادت وزيرة الخارجية الأمريكية بالرئيس الباكستاني المنتخب، وقالت أن باكستان لديها "طريق ممهد للمضي قدما". وقبيل ذلك اعتبر زرداري في كلمة تلفزيونية مقتضبة ألقاها بعد إعلان النتائج أن انتخابه "انتصار للديمقراطية"، ووعد بطاعته للبرلمان، وقال -بعدما وجه انتقادات إلى الرؤساء السابقين "بالبدلة العسكرية"- أن "هذا الرئيس سيكون خاضعا للبرلمان، الديمقراطية تتكلم والجميع يصغي". من جهتها سارعت بريطانيا إلى إعلان أنها تتطلع للتعاون مع زرداري بشكل وثيق من أجل نشر الديمقراطية في البلاد ومكافحة التطرف الذي يعتبر "خطرا مشتركا"، وفي طهران هنأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الرئيس الباكستاني الجديد بانتخابه آملا تطوير العلاقات بين البلدين، وأكد استعداد إيران "التام لتنمية العلاقات مع باكستان في المجالات كافة"، وكان البرلمانيون الباكستانيون قد انتخبوا زرداري -الشخصية المثيرة للجدل وزوج الزعيمة الباكستانية الراحلة بينظير بوتو- رئيسا جديدا لباكستان، وجرت هذه الانتخابات بعد 20 يوما من استقالة الرئيس السابق برويز مشرف تحت ضغط الائتلاف الجديد الحاكم، وانبثق هذا الائتلاف عن الانتخابات التشريعية في 18 فيفري، ويقوده حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه زرداري منذ اغتيال زوجته بينظير في 27 ديسمبر الماضي في هجوم انتحاري، وزرداري 53 عاما لا يحظى بشعبية لدى الشعب الباكستاني ولا تزال سمعته سيئة في الخارج حتى الآن، تلاحقه في بلاده صفة "السيد 10 بالمئة"، وهي إشارة إلى مزاعم بتلقيه نسبة 10 بالمئة من كل صفقة اقتصادية تعقدها الدولة.