وكانت طرابلس شهدت خلال الفترة الماضية اشتباكات مسلحة بين منطقتين سنية وعلوية أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وأعربت مصر وسوريا عن قلقهما من الوضع في المدينة. واجتمع الحريري، الذي يتزعم "تيار المستقبل" في طرابلس مع زعيم الحزب العربي الديمقراطي علي عيد وهو حزب علوي، وأكد الجانبان ضرورة المصالحة بين كل الفئات في المدينة التي توجد فيها تيارات مختلفة من سلفية وعلمانية، وكانت الأكثرية النيابية انتقدت ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد عن "الوضع الهش" في المدينة وعن تيارات سلفية ومتطرفة، وكان الحريري حذر من أن طرابلس "تتعرض لمخطط أسود خارجي ومؤامرة خطيرة تهدد كل لبنان ولا تستهدف المدينة فقط"، وقال أن "أمن العلويين في طرابلس هو من أمن المدينة، وهو أمن مسلمي طرابلس ومسيحييها وأمن كل لبناني". وفي رد ضمني على كلام الأسد، قال الحريري "نسمع كلاماً عن طرابلس أقل ما يقال فيه إنه مشبوه ومرفوض، وهو محاولة قديمة جديدة للاعتداء على كرامة المدينة"، وقد رحب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مدينة بعلبك شرق لبنان، بأي مصالحة تتم في لبنان، وبأي لقاء بين حزبه وتيار المستقبل، وقال نصر الله إنه لا مانع من اللقاء بين تيار المستقبل وحزب الله و"نحن لا ندخل في صراع طائفي أو مذهبي"، وأضاف "نحن حاضرون لطي صفحات الماضي ومنفتحون على أي حوار". وقال "أرجو أن يكون شهر رمضان شهر المصالحات الشمالية"، وطالب اللبنانيين بألا "يسمحوا بالفتنة وأن يرفضوا أي خطاب يدعو إلى الفتنة، وأشار إلى أن حزب الله كان في طليعة العاملين على وأد الفتنة المذهبية في مدينة طرابلس التي كانت "تؤسس لفتنة تطال كامل المنطقة".