لقي 12 شخص على الأقل مصرعهم أمس في شمال غرب باكستان في هجوم صاروخي شنته طائرات أمريكية بدون طيار في منطقة شمال وزيرستان التي تمثل ملاذا لتنظيم القاعدة وحركة طالبان، وقال مسؤول أمني أن صاروخين على منزل في تول خيل بضاحية ميرنشاه كبرى مدن إقليم وزيرستان القبلي، وأدى إلى تدميره، وجرح نحو ثمانية أشخاص فضلا عن القتلى. ويأتي الهجوم الجديد غداة تبادل تصريحات قاسية بين واشنطن وإسلام أباد حليفتها في "الحرب على الإرهاب"، حيث هددت الأولى بمضاعفة العمليات العسكرية في المناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع أفغانستان فيما تعهدت باكستان بمواجهتها "مهما كان الثمن"، وشهد العام الجاري 12 هجوما صاروخيا شنتها طائرات أمريكية بدون طيار ما أدى إلى مصرع عشرات الأشخاص سواء ممن يعتقد بانتمائهم إلى القاعدة وطالبان أو من المدنيين. وكانت مصادر أمنية أعلنت أن الجيش الباكستاني قتل الخميس ما يقرب من 100 مسلح في اشتباكات عنيفة بمنطقة باجور القبلية المحاذية للحدود الأفغانية مع مسلحين موالين للقائد المحلي قاري ضياء الرحمن، ما أدى أيضا إلى مصرع اثنين من الجنود. ويشن الجيش الباكستاني منذ يوم الأربعاء الماضي عملية عسكرية في منطقة باجور، مدعوما بالدبابات والطيران والمروحيات القتالية، وذلك إثر كمين نصبه المسلحون لإحدى دورياته وأسفر عن مقتل أربعة جنود، وشهدت باجور ومنطقة وادي سوات أعنف المعارك في الأسابيع الأخيرة، حيث أوقعت المواجهات بين الجيش الباكستاني والمسلحين أكثر من 600 قتيل وأدت إلى نزوح أكثر من 260 ألفا آخرين. وكان الجيش الأمريكي أقر بأنه لا يكسب الحرب التي يخوضها في أفغانستان منذ عدة سنوات هناك وأنه سيراجع إستراتيجيته للتركيز على ما وصفه بملاذات للمسلحين في باكستان، وفي المقابل قال قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني أن باكستان لن تسمح بعمل أي قوات أجنبية على أراضيها، مضيفا أن بلاده ستدافع عن سيادتها وسلامة أراضيها "بأي ثمن".