قصدنا البلدية في الصباح الباكر بهدف الوقوف على تفاصيل اليوم الذي يقضيه مواطنوها منذ بدايته و ما أن وصلنا لم نكن بحاجة إلى السؤال حتى نعرف أن شبح البطالة يتراقص هناك أمام أعين سكانها فسلاسل بشرية طويلة تتواجد على الأرصفة و أمام الأسوار وجذران المباني واغلب الجلوس شباب تتراوح أعمارهم ما بين العشرينات و الثلاثينات، ومع ذلك سألنا قصد التحقق فقد يكون الأمر عكس ما تصورنا إلا أن الإجابة أكدت الاعتقاد السابق و كشفت عن تذمر و استياء شديدين فلا معامل و لا مشاريع استثمارية ولا مناطق صناعية مجسدة و حتى الفلاحة التي تعتبر عصبا مهما بالبلدية بدأت تفقد شعبيتها مع الجيل الجديد الذي يتحدث عن الصعوبات و العراقيل ونقص المردودية، وبعد أن تحدثنا إلى من كان متواجدا بالساحات العمومية ما بين منوه ببعض ما بذل من المجهودات لتقدم البلدية و متذمر من النقائص التي لا تزال البلدية تكابدها في مجال الصحة والإنارة العمومية و اهتراء الطرقات والمساكن القصديرية و التخفيف من أزمة البطالة توجهنا إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي هناك السيد "الطاهر بوف" و نائبه السيد" محي الدين لخضارة " لمعرفة ما حضت به هذه البلدية من مشاريع تنموية خلال هذه العهدة عل المواطن العين عبيدي يستبشر بها خيرا ليحصل على دفع جديد لمواجهة ما تلقى من نقائص. ×× البلدية تشكو مشكل تسيير المياه بدءنا بالميزانية التي خصصت للمجلس في حد ذاته فتبين أنها لا تغطي أكثر من 60 بالمئة من أجور العمال وغيرها من المصاريف الضرورية إلا انه و بالمقابل تمت الاستفادة من ميزانية للتنمية بغرض تحقيق المشاريع القطاعية الضرورية لا سيما فيما تعلق بالتعليم و المياه الصالحة للشرب و الطاقة وكذا مشاريع التطهير و الإنارة العمومية، ففي مجال التهيئة العمرانية تحدث السيد بوف عن 5 مليار سنتيم قيمة مليار و 500 مليون سنتيم تم تخصيصها لثلاثة مشاريع في مجال التطهير تمس القناة الرئيسية لبرج مهيريس لحوالي 3000 مواطن بالسكنات الجماعية الريفية و القرية الفلاحية 20 أوت 1955، والحديث عن قنوات صرف المياه يجرنا إلى الحديث عن المياه الصالحة للشرب فعين عبيد تعاني لحد الآن من مشكل تسيير المياه مع عدم مقدرة البلدية ماديا من جهة و عدم تأهلها بشريا لمثل هذا النوع من التسيير من جهة أخرى خاصة وان الجزائرية للمياه لا لاتسجل حضورها في هذا الموضوع حيث أن السكان هناك لم يسددوا الفواتير و لاحتى اشتراكا عن استهلاك المياه منذ نشأة البلدية وحتى العدادات غير موجودة، قطاع الصحة بدوره فيه ما يقال فبالرغم من توفر 6 قاعات علاج بالقرى النائية فان قاعة العلاج الرئيسية لا يمكنها انه تغطي الحاجات الصحية للسكان أين لا توجد بها تخصصات وبها سيارة إسعاف واحدة ما يدفع بالمواطنين إلى التوجه صوب مستشفى الخروب أو قسنطينة ما يثير حرجا في الحالات الاستعجالية على اعتبار أن البلدية تبعد عن عاصمة الولاية ب45 كلم، هذا الأمر يقودنا إلى أن القطاع الصحي لم ياخد نصيبه بعد من التحسين و العناية أما في مجال الطاقة فان البلدية على موعد مع تغطية تصل إلى 57 بالمئة من الغاز الطبيعي ببلدية عين عبيد مع نهاية 2009 بعد انتهاء الدراسة لتزويد المناطق الثانوية ببرج مهيرس و القرية، مشاريع سكنية تنتظرها البلدية علها تتخلص من عيش البيوت القصديرية أين يجري انجاز 300 مسكن من المزمع توزيعها بعد دراسة الملفات إضافة إلى مشروع 600 مسكن بمنطقة ضريبينة سيتم تحويل الساكنين بها من أصحاب المساكن القصديرية إلى منطقة نفطال، أما فيما يتعلق بقطاع التعليم ذكر السيد لخضارة نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي بعين عبيد انه تم فتح مطاعم مدرسية ببرج مهيريس و ان النقل المدرسي جارية بشأنه مفاوضات مع الناقلين الخواص لتوقيع اتفاقات ××الفلاحة تعاني من نزوح أبناء الريف صوب المدينة هذا ورغم كون بلدية عين عبيد منطقة فلاحية محضة وأراضيها خصبة تصل مساحتها إلى 23 ألف هكتار تستغل مساحة 16 ألف هكتار سنويا إلا ان هذا القطاع يعرف أحيانا تذبذبا مع نزوح بعض سكان الريف نحو المدينة بحثا عن سهولة أكثر في الحياة نظرا لما يعانونه من صعوبة بالمشاتي حيث يمثل اهتراء الطرقات و عدم ملاءمتها خاصة في الأيام الممطرة التي يستحيل بها التنقل سببا رئيسيا في النزوح و عائقا كبيرا أمام الرغبة في العودة إلى هذه المناطق التي لازالت تجعل بلدية عين عبيد في المرتبة الأولى ولائيا في إنتاج الحبوب بعد أن وصل مردوده إلى حوالي 200 ألف قنطار هذه السنة بمر دودية تتراوح ما بين 45 50 قنطار في الهكتار غير ان إنتاج مواد فلاحية أخرى غلبت عليه الموسمية في ظل نقص الإمكانيات مشاريع اخرى تنتظر البلدية استلامها في مجال الرياضة علها تخفف الضغط عن الشباب و تقلل ما يعيشونه من الملل أين سيتم الاستفادة من العشب الطبيعي من الجيل الخامس للملعب البلدي وفي مجال التجارة أين تجري البلدية اتصالات مع مديرية التجارة بغية الاستفادة من مركز سوق الفلاح سابقا وتحويله إلى سوق مغطاة، ورغم المجهودات المبذولة تبقى هذه المشاريع قليلة جدا إذا ما تم ربطها بالاحتياجات الحقيقية للسكان خاصة وأنها لا تتطرق لمشكل البطالة الذي يعتبر أولى الأولويات هناك فحتى ان توفرت دور ومرافق للتسلية فالترفيه لا ينسي الشباب ضرورة الحصول على عمل.