أصدر بعض تلامذة ومحبي المفكر المصري الراحل عبد الوهاب المسيري كتابا ضم الكلمات التي ألقيت في حفل تأبينه بعد أيام من رحيله في جويلية الماضي، فضلا عن بعض الدراسات والمقالات التي تناولت من قبل منجزه الفكري. ويحمل الكتاب عنوان "عبد الوهاب المسيري فارس التغيير" ويقع في 112 صفحة متوسطة القطع. ودعا الكاتب ياسر علوي - أحد المشاركين في الكتاب المذكور- إلى عدم الاكتفاء بالثناء على المسيري ومؤلفاته حتى لا يتحول جهده العلمي إلى"أيقونة نتبرك بها". أما الكاتب صقر أبو فخر فقد قال إن المسيري أحد أهم المفكرين العرب الذين كان لهم شأن كبير في تفكيك الركام المروع الذي أطبق على أدمغة الدارسين العرب حينما تتصل دراساتهم بفهم المسألة اليهودية والصهيونية بعيدا عن مفهوم التعميم والاختزال الذي كان كثيرون ينظرون من خلاله إلى اليهود كشعب متسق له سمات واحدة، ولم يتأثر بغيره على مدى التاريخ كما تدعي الصهيونية. ويقول الكاتب أحمد بهاء الدين شعبان إن المسيري قاتل بضراوة ضد الزيف والاستبداد والفساد والخنوع واصفا إياه بالمثقف النموذج. أما هدى حجازي الأستاذة بجامعة عين شمس وأرملة المسيري التي شاركته رحلته العملية والفكرية وقدما معا ترجمات مشتركة لبعض الكتب فقالت "إن المسيري كان نموذجا إنسانيا متفردا ولم يكن ملكا لأسرته الصغيرة" داعية تلاميذه لإكمال رسالته. وكان الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أعلن أول يونيو الماضي وقبل شهر من وفاة المسيري منحه جائزة القدس، وكان مقررا أن يتسلمها في الاجتماع القادم للاتحاد بدمشق في نوفمبر القادم.