شارك في المسابقة إلى غاية ليلتها الثالثة نهاية الأسبوع أكثر من 75 عائلة قدمت من مختلف أحياء مدينة سطيف للتعرف قبل كل شيء على تاريخ المنطقة واسترجاع نفحات السهرات العائلية التي كانت تجمع بين أهالي سطيف، حيث تميز الحضور بتواجد العائلات الكبيرة من أولاد، أحفاد وأجداد، في جو عائلي تنافسي للفوز بالمعرفة بدرجة أولى والحفاظ على التراث السطايفي، حيث تكفل الأستاذ والمذيع صاحب حصة "قطوف من التراث" بإذاعة سطيف الجهوية عبد القادر قماز بشرح تفاصيل الأجوبة التي تمحورت حول تاريخ الثورة بمنطقة الهضاب العليا وأهم معالمها، إلى جانب التعرف على بعض الحكم الواردة بالقرآن الكريم والحديث الشريف، لتختتم بالأمثال والحكم والألغاز التي عرفها أجدادنا. تخللت السهرة لحظات فكاهية من إبداعات فرقة أقلام للمسرح، حيث قدمت باقة متنوعة من السكاتشات الفكاهية على غرار"ليميقريا"،"الترونصبور" و"الكذاب" وغيرها، والتي تبرز أهم القضايا الاجتماعية التي يعيشها المجتمع الجزائري وتقديم من خلالها العبر والدروس والتعلم من أخطائنا، في قالب فكاهي أبهج العائلات الحاضرة، حيث ألف النصوص رمزي جموعي وكان في التمثيل كل من وليد غشيشي، زناتي ياسين ورمزي جموعي. إلى جانب الضحك والمرح، قدم المنشد الجزائري توفيق بوراس باقة من الأناشيد الإسلامية مستقاة من ألبومه الجديد"عِزي إيماني" من أجل نصر المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الصادر قبل أيام، حيث أبهر الحضور بنعومة صوته ودقة مخارج حروفه وفن أداءه، فكان محط إعجاب واحترام لما أداه من أناشيد تعبر عن الشخصية الإسلامية لأبناء سطيف.. كما قال أحدهم "نحن أبناء الإسلام ولسنا أبناء عين الفوارة"، فأدى أبو وائل عدة أناشيد منها "مولد الهادي سلاما"، "يا ليلة القرآن" و"سلامي لأمي" وأغلبها من تلحين المنشد توفيق بوراس، كما تعامل مع الشاعر ابن سطيف نبيل دحماني. ومن المنتظر أن تختتم المسابقة سهرة اليوم بحضور سلطات البلدية والولاية، وهذا في حفل ختامي يتم من خلاله توزيع الجوائز على العائلات الفائزة في المسابقة، وإن كان لا يوجد الخاسرين فيها على حد قول إحدى جداتنا المشاركة والتي أظهرت ثقافة لا بأس بها.