وحذر المتعاملون في السوق، حسبما نقلته مصادر إعلامية، من أن خطة الإنقاذ ليست الحل السحري لمشكلات القطاع في وقت يؤدي تدهور الآفاق الاقتصادية إلى مطالبة البنوك المركزية بخفض أسعار الفائدة. ووسط تحذيرات من أن عدم التحرك قد يزج بالبلاد إلى كساد اقتصادي، صوت مجلس الشيوخ الأمريكي مساء الأربعاء الماضي بالموافقة بأغلبية 74 صوتا واعتراض 25 على مشروع قانون الإنقاذ المالي. ومن جهة أخرى، ستستضيف فرنسا اليوم اجتماع قمة لبحث الأزمة المالية العالمية مع زعماء ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا ومحافظ البنك المركزي الاوروبي، وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إنه ليست هناك خطة إنقاذ أوروبي مطروحة ونفى التفكير في إقامة صندوق حجمه 300 مليار أورو. وقال بيان للرئاسة الفرنسية، إن "هذه القمة تهدف إلى تحضير مساهمة الأعضاء الأوروبيين في مجموعة الثماني في اللقاءات المقبلة لهذه المنظمة المخصصة للأزمة المالية الدولية". من جهة أخرى، نفت مصادر قريبة من وزيرة الاقتصاد الفرنسية، كريستين لاغارد، أن تكون باريس اقترحت إنشاء صندوق أوروبي لإنقاذ المصارف. فيما قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، جوردون براون، إنه لا يتوقع بحث صندوق إنقاذ أوروبي في اجتماع اليوم. لكن في لاهاي صرحت متحدثة باسم وزارة المالية الهولندية أن هولندا اقترحت على بلدان الاتحاد الاوروبي إنشاء صندوق مشترك لإنقاذ المصارف. وقالت هندريينكي بولهار لوكالة "فرانس برس" إن "الفكرة هي أن تضع كل من الدول الاعضاء جانبا وسائل لضخ رأسمال في مؤسسات مالية في حال واجهت هذه المؤسسات صعوبات" موضحة أن التفاصيل المتعلقة بهذا الصندوق "يجب أن تتقرر لاحقا". وذكرت الصحف الهولندية أن الهولنديين يقترحون أن يستثمر كل بلد 3 % من إجمالي ناتجه الداخلي في الصندوق. ووافق رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل على المشاركة في اجتماع باريس وكذلك باروزو ويونكر وتريشيه. إلا أن المستشارة الألمانية عبرت يوم الأربعاء عن تحفظات، بينما كان يونكر يشيد بمبادرة الرئيس الفرنسي الذي يريد "قيادة" الرد العالمي على الازمة المالية ودعا باروزو إلى "تعاون أوثق" بين الحكومات في مواجهة الأزمة. وأثارت مسألة تمويل هذا الصندوق الاوروبي التباسا يوم الاربعاء، بينما تحدث مصدر حكومي أوروبي في برلين عن رأسمال يبلغ 300 مليار أورو لهذا الصندوق. المصرف المركزى الأوروبي يرفض فكرة وضع خطة مالية أوروبية مماثلة لخطة الانقاذ الأمريكية أعلن رئيس المصرف المركزى الأوروبي جان كلود تريشيه يوم الخميس أن مؤسسات الاتحاد الاوروبي ليست مهيأة لإطلاق خطة إنقاذ مصرفية مماثلة للخطة الجاري إقرارها في الولاياتالمتحدة. وقال تريشيه خلال مؤتمر صحفي إن خطة مماثلة لتلك التي أعدتها الحكومة الأمريكية "لا تتلاءم والبنية السياسية في أوروبا"، مشيرا إلى أن السبب بالدرجة الأولى هو عدم وجود "ميزانية فيدرالية" في الاتحاد الاوروبي.