ومن خلال الزيارة التي قمنا بها إلى حي اولاد بوشية الذي يبعد عن عاصمة الولاية بحوالي 2 كلم لاحظنا تباينا في الاهتمام بالجانب البيئي، ففي الوقت الذي نجد فيه مساحات خضراء ومساحات أخرى للعب عبر بعض التجمعات السكانية الكبرى كعاصمة الولاية وغيرها، نجد إهمالا وقلة عناية عبر أغلب المناطق، يظهر ذلك جليا من خلال كثرة أماكن الرمي العشوائي للقمامات على أطراف الأودية وحتى الشوارع والساحات العمومية، مما شوه المنظر الجمالي للمنطقة. وقد عبر ل "الفجر" الكثير من سكان هذا الحي الذي يعتبر من أكبر التجمعات السكانية بالولاية، عن تذمرهم من الظروف الصعبة التي أصبحوا يعيشونها جراء الرمي العشوائي للقمامة وقلة الحدائق العمومية، حيث أنه في ظل التوسع العمراني والنزوح الريفي الذي عرفته المنطقة فإن هناك ظواهر مشينة برزت خلال السنوات الأخيرة تتمثل في عدم احترام أغلب السكان مواقيت رمي القمامة من قبل البلديات، وحتى الأماكن المخصصة لجمع النفايات تعرضت للتشويه من قبل بعض السكان الذين قاموا بالاستيلاء على الأغطية الحديدية للصناديق المخصصة لجمع القمامة وإعادة بيعها، مما تسبب في انتشار روائح كريهة تشمئز لها النفوس ، حيث أن المار عبر الشارع الرئيسي لحي أولاد بوشية والغير بعيد عن الفرع البلدي للحي والمحاذي للمدرسة الابتدائية "أحمد بوصندالة " يجد نفسه ملزما على غلق أنفه تجنبا لشم الروائح الكريهة. وحسب تصريح أحد المهتمين بعالم البيئة فإن ولاية البويرة تشكو نقصا في أماكن إقامة رمي النفايات، الأمر الذي صعب من مهمة تسيير النفايات في ظل غياب أماكن تفريغ مراقبة ووسائل المعالجة والاسترجاع عبر أغلب البلديات. كما نجد مشكل قنوات الصرف الصحي ضمن حاجيات سكان الحي خاصة إذا ماعلمنا أن الكثير من السكان يحدوهم خطر تلوث المياه الصالحة لشرب بسبب امتزاجها مع المياه القذرة، فالشيء الملفت للانتباه أنه في ظل قلة الاستثمار في مجال إنجاز محطات تصفية المياه المستعملة فإن سكان بعض المناطق داخل الولاية وخارجها لجؤوا لاستعمال حفر جمع المياه القذرة متناسين الأخطار التي قد تحدثها هذه المياه في حالة تسربها إلى الينابيع، الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود للقضاء على هذه الظاهرة وذلك عن طريق برمجة مشاريع تنموية لإقامة شبكة لصرف المياه المستعملة حسب المقاييس المعمول بها، علما أن ولاية البويرة تتوفر حاليا على محطة تصفية المياه بسور الغزلان والتي تتطلب التوسيع ووحدة أخرى بالأخضرية. وللإشارة فقد تركز أساسا برنامج حماية البيئة لعام 2008 على إنشاء مساحات خضراء ومحاربة المفرغات الفوضوية مع مراقبة أماكن رمي النفايات ومحاربة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، غير أن حي أولاد بوشية قد تم إعفاء سكانه من هذا البرنامج، ولهذا فإن سكان حي أولاد بوشية ومن ورائهم سكان حي أولاد بليل وحي1100 مسكن، وغيرها من الأحياء يطالبون السلطات المعنية منحهم التفاتة جادة والاهتمام بالملف البيئي كونه يهم مختلف شرائح المجتمع مع منح هذا الملف كل العناية والاهتمام انطلاقا من المحافظة على البيئة ينجم عن تربية ومستوى ووعي اجتماعي باعتباره سلوكا حضاريا يقوم به الإنسان طواعية وعن راحة نفس .