وفي تقديمه لكتابه يوضح الأستاذ عبد العزيز بوشفيرات أنه عزم على جمع هذه المقالات ونشرها في كتاب واحد نظرا للأهمية الوثائقية التي أصبحت تمثلها هذه الأعمال من جهة، وكذا القيمة الآنية التي ما تزال تتمتع بها من جهة ثانية، بالإضافة إلى القضايا والانشغالات الفكرية والأدبية والجمالية المثارة بداخلها، والتي لاتزال تشكل محورا ثابتا لم تحسم فيه عوامل الزمن. وفي هذا السياق يقول الكاتب: "حينما نكتب اليوم وننشر ما نكتبه في وسيلة إعلامية سيكون فيما بعد أرشيفا لأثر أدبي .. والآثار الإبداعية، هي تراكم لفعل إنساني يتركه السابق للاحق.. وهذا ما فعلته أنا مع هذه المقالات..إذ قبل الآن سبق نشرها وبثها في فترات أحيانا متلاحقة وأخرى متباعدة.. وها هي اليوم تشكل رصيدا مجموعا بين صفحات كتاب واحد.." وقد جاء الكتاب في 373 صفحة من الحجم الكبير تناول فيها الكاتب مقالات أدبية وقصائد شعرية لأدباء جزائريين وعالميين، ومن بين المقالات الواردة في الكتاب والتي استهل بها المؤلف سلسلة المقالات التي أوردها في كتابه نذكر "رصيف الأزهار لا يجيب" للأديب والشاعر مالك حداد، والذي يقول عنه الكاتب: "لقد أنتج الأدب في الخمسين سنة الماضية عدة أعمال ريادية تترجم طموح الإنسان الجزائري للحرية وحبه للحياة وتوقانه الدائم إلى العدالة، وفي هذا السياق نذكر كتابات أحد أقطاب هذه المرحلة، الذي أدرك مبكرا أنه ما خُلق إلا ليدافع عن قضية بلاده: الكاتب والشاعر والراحل مالك حداد..."، كما أورد الأستاذ عبد العزيز بوشفيرات مقالا حول الروائي نجيب محفوظ وذلك بتقديم روايته " سراب حقبة من الزمن" ، كما استعرض الكاتب التجربة الشعرية ل"بودلير" حيث يقول: " كيف تفرد بودلير بتجربته وكيف استطاع أن يؤثر على أوربا قاطبة ويضيف مفهوما جديدا للشعر؟"، كما أورد الكاتب العديد من المقالات الأدبية الأخرى. للتذكير فالكاتب عبد العزيز بوشفيرات من مواليد 11 جانفي1953 بجيجل، حائز على شهادة ليسانس من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وعلى شهادة ما بعد التدرج بأطروحة "تقنيات القصة الجديدة في الجزائر". شغل عدة مناصب حيث عمل بالتعليم، ثم اشتغل كمنتج بالإذاعة والتلفزة، كما عمل كصحفي بمجلة الوحدة، ألف العديد من الكتب والقصص والروايات من بينها "حكاية امرأة جميلة" ، "خطوة ثابتة" ،"حوارات مع أبرز الكتاب الجزائريين"،" شخصيات من تاريخنا"،"حكايات وقصص للفتيان".