يعرف فيلم " لخضر والبيروقراطية " تزاوجا بين إبداعات العديد من الفنانين من بينهم الممثل حميد عاشوري ، ليندة سلام ، فريد روكر، و كذا مراد خان، إلى جانب بختة. أما الدور الرئيسي فيعود إلى الممثل لخضر بوخرص، والذي تقمص في هذا الفيلم المطول دور طالب بدوّار كان قد سمع في حصة إذاعية عن وجود مسابقة وطنية لتقديم أفكار خاصة بظاهرة البيروقراطية و كيفية محاربتها. فراح يشارك فيها، وهو الأمر الذي جذب سكان عاصمة جرجرة الذين تجاوبوا معه على مدار أسبوع كامل. وهذا الفيلم الذي هو من إنتاج مشترك.. أمين- إنتاج و التلفزة الوطنية . " لخضر والبيروقراطية " فيلم يروي الواقع المعاش للفرد الجزائري عامة والقبائلي على وجه الخصوص في ظل تفشي البيروقراطية التي تغلغلت في مجتمع محافظ متمسك بعاداته و تقاليده الموروثة عن الأجداد الأوائل، و كذا تسليط الضوء بشكل أكبر على ظاهرة البيروقراطية التي أخذت تمس كل بلدان العالم على مدار ساعتين من الزمن في قالب فكاهي هزلي من خلال شخصية لخضر الأستاذ الذي ترك قريته الريفية الهادئة زاحفا نحو ضوضاء المدينة وضجيجها ، ليس من أجل البحث عن العمل أو الاستقرار فيها، إنما بسبب تألمه الكبير جراء الواقع المرّ الذي تعيشه الإدارة الجزائرية التي تربعت عليها ظاهرة خطيرة اسمها "البيروقراطية".. و هو الأمر الذي جعل صاحب الدور الرئيسي بدون منازع في مسلسل عمارة الحاج لخضر في جزئيه الأول والثاني يفرض نفسه من خلال محاولته الكشف عن أن للبيروقراطية وجه واحد. وهو ما يظهر بعد النتائج التي ستسفر عنها المسابقة التي كان البطل قد قدم من أجلها الى العاصمة، أين بدأ يحس بنوبات فشل قد تحمل معها أحلامه في محاربة هذه الظاهرة خاصة بعد إيداع ملف ترشحه في هذه المسابقة التي لم تكن من نصيبه، ما أفقده الشجاعة و الصبر في الحياة من جهة و إحساسه بالذل والإحباط من جهة اخرى، و هو يتساءل كيف سيواجه سكان قريته وهو يعود إليهم خاوي اليدين بعد معاناته الطويلة و هو يتيه بين المؤسسات رفقة الضحية بختة، حيث بدأت معاناتهم من حارس الباب لتتواصل لحظات صعود الدرج إلى غاية طرق باب المسؤولين الذين كان البعض منهم يحتالون على الزبائن و يسخرون من الزائر من خلال استعمالهم لطرق ملتوية كإيجاد عذر من خلال مواعد هامة مع آخرين و حتى تغيير الأرقام للهروب منهم، ليكتشف بذلك لخضر أن الجميع يتهرب من المسؤولية ما دفع به إلى ترك منابر الإدارة و مسؤوليها، فراح يصنع عالما آخر له في ظل خيبة أمله، ليتحول بذلك إلى متسول ثم إلى كاتب عمومي ثم إلى شواف، كما تفاجأ بقدوم زوجته من الدوار إلى العاصمة للبحث عنه خاصة بعد مشاهدتها له في كاستينغ لحصة ألحان وشباب.. بعد أن كان معلما يضرب به المثل في الأخلاق و التدريس، لتبقى نهاية هذا الفيلم المطول مفتوحة من خلال ضرورة البحث عن طرق أنجع كفيلة بالقضاء على ظاهرة البيروقراطية التي تربعت على عرش الإدارة الجزائرية.