انطلقت أول أمس بالقاهرة اجتماعات الدورة ال 55 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة لإقليم شرق المتوسط التي تخصص لمناقشة عدد من المواضيع والأبحاث والدراسات والتقارير حول المشاكل الصحية في بلدان الإقليم ومكافحة الأمراض خاصة السرطان ومكافحة التدخين. يشارك في هذه الاجتماعات التي تدوم أربعة أيام المدير العام لمنظمة الصحة العالمية السيدة "مارجريت تشيان ووفود" 22 دولة لدول إقليم شرق المتوسط وتشارك الجزائر كملاحظ بإطار من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وأوضح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط السيد "حسين الجزائري" خلال هذه الأشغال إن الشراكات أصبحت في غاية الأهمية لبلدان الإقليم وان هذه الأخيرة قامت بدور إيجابي جدا في إدخال استثمارات جديدة في القطاع الصحي وخاصة الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا. وأضاف السيد "الجزائري" أن الأزمة المالية العالمية أدت إلى تعاظم الخوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي ومن تباطؤ النمو الاقتصادي وبروز قلق من تأثير هذه الأزمة على القطاع الصحي وتأثيرها بصورة خاصة على السكان المستضعفين في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط على السواء. وحذر مما قد يترتب على هذه الأزمة من أثار طويلة الأمد على النظم الصحية وعلى التنمية الصحية في الإقليم إذا لم تتخذ الحكومات ما يلزم من إجراءات لحماية الصحة . وذكر السيد الجزائري بالصعوبات التي عانى منها الكثير من الأشخاص في العام الماضي في شتى أرجاء العالم جراء الارتفاع المتزايد في أسعار الأغذية التي بلغت في بعض الأحيان نسبة 200 بالمائة وفقا لما أعلنه البنك الدولي وأصبح سوء التغذية خطرا يهدد الآن بعض بلدان الإقليم ويضاعف من هذا الخطر تزايد السكان مما يلقي بضغوط على جميع القطاعات بما فيها القطاع الصحي. ومن جهتها أكدت السيدة مارجريت تشيان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن هناك 8 دول في إقليم شرق المتوسط حققت أعلى مستوى من تطبيق إجراءات مكافحة التدخين ورفع أسعار السجائر مشيرة إلى أن هذا الإجراء هو الأكثر فاعلية للحد من استهلاك التدخين. وأوضحت أن تقرير الطبعة العربية لمكافحة التدخين لعام 2008 قدم 16 إستراتيجية لمكافحته مؤكدة أن التدخين هو القاتل الأكبر الذي يمكن الوقاية منه تماما ويقتل أكثر مما يقتل مرضا السيدا والملاريا. وذكرت الدكتورة مارجريت تشيان أن هناك حاجة لتحقيق تواصل أفضل بين الدول وأن هناك فجوة هائلة بين ما هو معروض وما يطبق في مجال الأبحاث ويجب العمل على التقليل من هذه الفجوة .