يوحي واقع البيئة بولاية الطارف حسب مصدر رسمي بحدوث كارثة حقيقية بالنظر لكمية النفايات التي تنتجها الولاية والتي بلغت 112 طن يوميا، حيث تحتل بلدية بحيرة الطيور وبن مهيدي الصدارة بالرغم من توفرهما على أزيد من 100 عامل دائم يقومون برفع القمامات يوميا.ولعل أن تأخر إنجاز مركز تقني لردم النفايات الصلبة الحضرية تسبب في تجميع كميات هائلة للقمامة بمحاذاة العديد من المناطق العمرانية مما أدى إلى تشويه عدة طرق أهمها الطريق الوطني رقم 44 الذي يمثل نقطة ربط بين الجزائر وتونس، هذا في الوقت الذي تجد فيه محطات تبديل الزيوت نفسها عاجزة عن تجميع زيوت المحركات المستعملة والتي أصبحت تصب مباشرة في المجاري والأودية. وبلغة الأرقام فإن ولاية الطارف على العموم تتوفر على 321 عامل موزعة عبر بلدياتها بقدرة جمع للعامل الواحد تقارب 100 كلغ من النفايات في مدة زمنية تقدر بثماني ساعات مما يعني بأن بلديات الولاية لا تعاني من عجز بشري، ومع ذلك فالنفايات لم يسلم منها حي واحد لتوجه أصابع الاتهام لكيفية تسيير هذا الملف من قبل المجتمع ومن إفرازت هذا الوضع، الإنتشار المهول للمفارغ العشوائية والتي بلغ عددها 58 بكامل الولاية، وجلها بمحاذاة المجاري المائية حيث تصب المياه الملوثة والتي هي عصارة القمامة فيها. كما اكتسحت المفارغ أراضي فلاحية ومساحات كانت مخصصة للاستثمار، فتجمعت حولها الحيوانات وحتى الأطفال في محاولة للبحث عن مادة قابلة للرسكلة. هذا وأشار العديد من المختصين إلى عملية الحرق العشوائي للنفايات التي تتم بالقرب من التجمعات السكانية وحتى على مستوى المراكز الاستشفائية مما يلحق أضرارا بالغة بالصحة العمومية. ومن زاوية أخرى استفادت الولاية من مشروع تسيير النفايات الصلبة الحضرية انطلق في انتظار معالمه.