كشفت إحصائيات الفريق الطبي لولاية البليدة، الذي حضر بالمؤتمر الدولي لزراعة الكبد بوهران، أن هناك أكثر من 3 آلاف مريض يعانون من مرض الكبد الفيروسي الملتهب، الذي أصبح يفتك سنويا مابين 500 إلى ألف مريض وذلك في غياب ثقافة التبرع بالأعضاء. وأكد المشاركون في المؤتمر، أن كل العمليات التي أجريت ومجموعها 30 عملية على مستوى مستشفى العاصمة، كانت نتيجة تبرع أحد أفراد العائلة فقط من جسم إنسان حي إلى المريض، بعدما "أصبحنا بعيدين كل البعد عن عمليات التبرع خارج المحيط العائلي، خاصة من الأشخاص المتوفين حديثا". وطلب المشاركون في هذا الصدد، بأن تكون عمليات زرع الكبد من شخص متوفى إلى المريض، قال البروفيسور سيد أحمد، رئيس الفرقة الطبية لولاية البليدة أن نسبة 90 % من المصابين بأمراض الكبد يفتقدون لأشخاص متبرعين، ما جعلهم مهددين بالموت في أي لحظة، رغم أن هناك إمكانيات طبية وأخصائيين من أساتذة للسهر على إجراء العمليات، بالتنسيق مع أساتذة من أوروبا، إلا أن مشكل التبرع يبقى قاب قوسين ويشكل خطرا كبيرا على المرضى، رغم أن الشريعة الإسلامية متسامحة في هذا المجال للتبرع من أجل إنقاذ حياة آخرين. وأوضح البروفيسور معروف، رئيس المؤتمر ومسؤول المصلحة الطبية لأمراض الكبد بوهران، أنه مع بداية شهر مارس المقبل من السنة القادمة 2009، سيتم إجراء أولى عمليات الزرع في المستشفى الجديد "أول نوفمبر 54"، حيث تم تسجيل مابين 27 إلى 30 مريضا في قائمة الانتظار. فيما أضاف البروفيسور بن ديمراد من مستشفى وهران، أن المرض أصبح يشكل خطرا كبيرا على المرضى من الكبار أكثر من الأطفال المصابين بالداء، لأن جسم الطفل في نمو والبالغ ليس له خيار آخر إلا التبرع أو الموت في الوقت الذي تشهد فيه عملية الزرع على مستشفى ولايات الوطن والخاصة بكل الأعضاء سواء الأذن أو القرنية أو الكلى أو الكبد نقصا كبيرا، في ظل غياب ثقافة التبرع التي يجب أن تنطلق من كل المؤسسات، خاصة المساجد والأماكن العمومية لإنقاذ حياة الآخرين.