تختلف أسباب الخلع ففي بعض الحالات حياء المرأة و خجلها يمنعاها من الإفصاح عن سبب طلبها للطلاق و هنا نفهم أن الأمر الخفي هو سبب معنوي يتعلق بالعلاقات الجنسية مثلا فالخلع هو أفضل وسيلة في هذه الحالة حتى تعفى المرأة من ذكر السبب الشخصي جدا . حياة" بعد سنتين من الزواج تلجأ إلى الخلع بحكم حساسية الموضوع المتضمن الخلع، و خوف المرأة من التجربة التي هي في أولها مقارنة بشقيقاتها في الدول العربية وتبدأ معاناة " حياة " مباشرة بعد زواجها حيث تقول أنها بعد أن تزوجت من احد جيرانهم الذي واجهت به كل العائلة للقبول به أصبح شخصا آخر بعد سنة من الزواج حيث كانت الأيام الأولى جد جميلة وهادئة مع زوجي لكن بعد ولادة ابنتها ناريمان "بدأت المشاكل مع أهل زوجي الذين حاولوا تطليقي منه بمختلف السبل لتنتقل الأمور مع زوجي ،و المشاكل كانت لا تستحق الشجار وقد لاحظت تغير زوجي تجاهي فبدأ يضربني أوصلني في مرة من المرات إلى المستشفى حيث أصابني في المناطق حساسة في الرأس و البطن "،لكن رغم كل هذا تضيف المتحدثة لم تعمد إلى تقديم شكاوى للمحكمة و لا حتى مراكز الشرطة. و ازدادت المعاناة مع تزايد أطفالي وبعد استحالة تصليح الوضع فقامت بتقديم دعوى خلع بعد أن رفض زوجي تطليقي عنوة مدعيا تحويل حياتي إلى جحيم ومحاولته لإفشال الدعوى "لكني تحصلت على الخلع الذي خلصني منه بصفة نهائية رغم مسؤوليتي الكبيرة في الحفاظ على محيط أسرتي، التي لطالما جاهدت للحفاظ عليها. و أسرت لنا المتحدثة أنها أفضل حالا الآن بعد حصولها على الطلاق عن طريق الخلع و هذا الأخير لم يتم بصورة سهلة لأن الزوج رفع عريضة طعن أمام لمحكمة من اجل إبطال الحكم على أساس أن الحكم جاء مخالفا لأحكام الطلاق بالخلع بدعوى أن الخلع هو اتفاق بين الطرفين أو اتفاق ثنائي ينعقد بعرض من الزوجة لمبلغ من المال وبقبول صريح من الزوج، ورغم هذا فوجود الشريعة الإسلامية السمحة ورجال القانون الأكفاء كان لديهم الفضل الكبير في تخليص العديد من النساء المتزوجات من شبح العنف الوارد من طرف الرجال. نوال"طلبت الخلع بسبب علاقات زوجي الجنسية " و هنا تختلف الشاهدة باختلاف المسبب الذي هو في غالب الأحيان شعوري فنوال تقول " رفعت دعوى الطلاق من زوجي إلى المحكمة بعدما استحالت عشرتنا التي دامت سبع سنوات و السبب هو العلاقات غير الشرعية لزوجي السابق الذي لم يكن يحترم الرابطة الأسرية . وكان عليا أن أتقدم بعريضة طلاق لدى المحكمة لكن الزوج لم يتفهم الأمر بل تشبث برأيه بعدم تطليقي لذا لجأت إلى حل اضطراري و هو " الخلع "بعد أن أصبحت لا أطيق معاشرته وبالفعل قد تم الأمر لكن طريق إجراء تحريات جد واضحة و دقيقة حول ملابسات " الخلع" وأهم المسببات التي قادت الزوجة إليه وطبعا ذالك عن طريق صدور حكم نهائي ابتدائي يقضي بمخالعة الزوجة شرط أن تدفع مبلغ 20 أل ف دج". " نعيمة " خالعت زوجي بسبب شذوذه الجنسي أما " نعيمة " فقد أسرت لنا أنها قامت بمخالعة زوجها بسبب شذوذه الجنسي حيث لم تدرك المسألة إلا بعد الزواج على الرغم من انتظارها لأزيد من سنة كاملة لكنها لم تطق العيش معه. رغم كل هذا فإنها تشعر ببعض الراحة خصوصا النفسية لأنها قاست معه "و لحسن الحظ لا املك أطفالا يتقاسمون معاناتي التي وضعت لها حدا عن طريق الخلع مها كانت نتائجه من كلام الناس الذي لا يرحم لذا لا اعتبر هذا الأخير )الخلع( الطريق الأنسب للمرأة للتخلص من شبح زوجها المرعب بعد فشل كل أنواع الصلح الذي يمارسه الأفراد و الأقارب على الصعيد العائلي و كذا ما يقوم به القضاة في جلسات الصلح قبل اتخاذ أية إجراءات أو تدابير أولية قبل الفصل في القضية و تقديم الحكم". " الخلع"..المرأة تشتري حريتها مقابل مبلغ مالي وباعتبار الشريعة الإسلامية المرجع الأساسي للخروج من جميع الأزمات التي يتخبط فيها مجتمعنا و التي أعطت للمرأة كامل حقوقها وكرامتها بتشريع الطلاق و على هذا توجد الكثيرات من النسوة اللاتي تطالبن بالخلع ذوات مستوى ثقافي ، فأغلبية النساء اللائي يطالبن بالخلع هن نساء مثقفات جامعيات عاملات طبيبات و السبب الوحيد للجوء هذه الشريحة إلى الخلع يعود أساسا للمستوى الفكري و الثقافي الذي يتمتعن به ودرايتهن الكافية بالقانون ... واحتكاكهن بالمجتمع المدني وتراجع نسبة الخوف لديهن و عدم وضع أهمية كبيرة لكلام الناس و القيل و القال . فالسيدة"سامية #0241د" تقول " باعتباري معلمة في الابتدائي أكون على دراية تامة حول تلك القضايا التي تتطلب وعيا دائما مقارنة بالنساء #0241ولا أقول الكل- اللواتي يمكثن في بيوتهن، و اللواتي يخفن من ولوج مثل هذه الأماكن واتخاذ مثل هذه السبل مثل الخلع باعتباره وسيلة اضطرارية وحتمية و أخيرة من سوء المعاشرة المسلطة عليها و هذا طبعا بوجود أسباب حقيقية لأن المرأة لا تطلب الخلع لمجرد الطلاق أو أنها ترغب في رجل آخر فالمرأة أصلا تريد الحفاظ على بيت الزوجية بكل الوسائل بكل الطرق إلا أن هناك الكثير من النساء من يعشن مأساة حقيقية مؤلمة سببها ظلم الزوج وعدم مسؤوليته تجاه بيته مثل عدم الإنفاق والإهمال والمعاملة السيئة تفوق طاقتهن على تحمل و بصعوبة إثبات الحالات الواردة في المادة 54 من قانون الأسرة فالمرأة تختصر الطريق و تلجأ للخلع فهي تشتري حريتها مقابل دفع مبلغ مالي و قد وردت عدة حالات في هذا المجال خصوصا تلك التي تحتوي في نزاعها على عنصر المرأة المثقفة و العاملة .