يجري الإعلامي الموريتاني يحي ولد سيدي أحمد أبحاثا حثيثة تتعلق بالمدرسة الكنتية المتواجدة بالجنوب الجزائري، وأدب الصحراء ككل، الذي يعرف حسبه تجاهلا كبيرا من قبل أهله، والذي يواجه حاليا خطر الاندثار. التقت به "الفجر" على هامش الملتقى العلمي للمحافظة السامية للأمازيغية.. أين أبدى اهتماما بالغا بموضوع الملتقى المتعلق بمساهمة الأمازيغ في الحضارة العالمية. وقد كانت له مداخلة باللغة العربية الفصيحة خلافا للحضور فشدّ انتباه الحضور، كما استطرد تدخله باهتمامه بأدب الصحراء ككل وبالمدرسة الكنتية. وفي إجابته على سؤالنا حول ماهية المدرسة الكنتية وسر اهتمامه بها، أوضح لنا الباحث يحي ولد سيدي أحمد أنها تعود إلى إحدى قبائل الجنوب الجزائري وتتواجد حاليا بدائرة إدارية تحمل هذا الاسم في أدرار، أما عن تأسيسها فيعود إلى سنة 1059 للهجرة ، ومن أبرز أسلاف هذه القبيلة نجد الورد القادري والشيخ عبد الكريم المغيضي، بالإضافة إلى الشيخ عبد الرحمن الثعالبي. وأضاف المتحدث في سياق الحديث أن مبادئ هذه المدرسة قد انتشرت في كل الأطلس المغاربي و السودان الغربي وذاع صيتها حتى في النيجر، نيجيريا و غينيا كناكري، مشيرا إلى أنها تضم نخبة من الشعراء من الجزائر ومن الصحراء الكبرى، وذلك ابتداء من القرن التاسع الهجري إلى يومنا هذا. وفي حديثه عن نشاطه في مجال البحث، أشار الباحث إلى أنه قد جمع ما يربو عن 7000 بيت شعري لأكثر من 100 شاعر ينتمون إلى هذه المدرسة، إضافة إلى محاولته تبيان المساهمة الفعالة لهذه المدرسة في نشر اللغة العربية والدين الإسلامي، كما نوه إلى أنه بصدد استكمال بحثه الذي سيرى النور قريبا بفضل الاهتمام الذي أبدته دور النشر الجزائرية والذي أخذ عنوان "ديوان الصحراء الكبرى والمدرسة الكنتية" الذي يعتبره تراث الجزائر النفيس والمجهول من طرف أهله، وهو الآن في طريقه إلى الزوال.