ويساهم في ترقية السوق الاقتصادية الجزائرية وهي النقائص التي استغلت لتواجه جملة من الانتقادات والتأويلات رفعت بسببها عدة عرائض إلى السلطات العمومية والجهات المعنية في السنوات الأخيرة. "الفجر" اقتربت من المدير العام ل "أرسيلور ميتال"، المشرف على تسيير المنجم حاليا للإلمام أكثر بواقع وآفاق هذا المنجم العملاق. وأجاب السيد بن عبد الرحمان عمار، المدير العام ل "أرسيلور ميتال" عن الكثير من الانشغالات المطروحة قبل وبعد دخول المنجم الشراكة وما نجمت عنه من مشاكل وعوائق سلبية تسييرا وإنتاجا وصيانة وتسويقا وشراكة؛ حيث كانت لنا نظرة وتصورا شاملا لإعادة معالجة وتدارك النقائص بالاعتماد على الكفاءات البشرية من عمال المنجم وإعداد مخطط لتطوير نمط التسيير لهذه المؤسسة تتصدرها وضعية المحيط البيئوي وتأمين المحيط الأمني وصيانة العتاد ومخطط التسيير البشري وفق المقاييس العالمية المعتمدة من طرف مجمع "أرسيلور ميطال" الذي يضم 50 دولة تشغل أزيد من 320 ألف عامل. فيما يخص الصيانة، أوضح بأن المؤسسة قامت بعقد شراكة مع 8 مقاولات خاصة مكونة من حوالي 100 عامل يسهرون على الصيانة وأن التجهيزات للمنجم جددت بنسبة 80 بالمائة بغلاف مالي يفوق 13 مليون دولار لإعادة تأهيلها وتشغيلها. وللحفاظ على المحيط البيئوي، تم إعادة جمع جميع النفايات الصناعية التي كانت متواجدة عبر وحدتي الونزة وبوخضرة بما فيها الزيوت والبطاريات والعجلات المطاطية كلفت بها بعض الشركات الخاصة والاعتماد على عملية الرش بواسطة الصهاريج للتقليل من الغبار المتطاير للحد من مضاره الصحية على السكان والعمال، وهو المشكل الذي يشغل رأي السلطات والمسؤولين والمجتمع المدني بمدينة الونزة بعد ظهور عدة أمراض كالربو والحساسية وغيرها، مشيرا إلى أن مسؤولي المجمع يعيرون اهتماما كبيرا لهذا المشكل ويسهرون حاليا على إيجاد آليات بإمكانها أن تقلص من هذا العائق، مذكرا بكفاءات عمال المنجم الذين استطاعوا أن يعيدوا إصلاح إحدى الآلات الضخمة لتسوية الحجارة وبتكلفة أقل والتي كان للمسؤولين أن اقترحوا لها غلافا ماليا يفوق 7 ملايين دولار وفق دراسة تقنية من طرف الخبراء، إلا أن هؤلاء العمال استطاعوا وفي وقت وجيز إعادة إصلاحها بكلفة لم تتجاوز 2.5 مليار سنتيم. هؤلاء العمال أحيلوا على التقاعد والذين وافق المجمع على منحهم موافقة إنشاء مؤسسة مصغرة مكونة من 20 عاملا، معتبرا بأن عقود الشراكة في مجال الصيانة نجحت بصورة لائقة. كما تم وضع مخطط أمني لحماية المنجم ومحيطه، خاصة فيما يتعلق بالمتفجرات وما ينجم عنها، حيث تم الاتفاق مع أحد الشركاء الأجانب، وهي شركة "أيركا" من جنوب إفريقيا، بالتنسيق مع المعهد الوطني للوقاية والأمن من أجل التقليل من تأثيراتها بمردودية أكبر إنتاجا، لأن متطلبات الإنتاج تتطلب رفع وتيرة الأشغال لتفادي النقائص ومن ثم ضمان حماية وأمن وصحة المواطن والمؤسسة. السيد المدير العام للمؤسسة أوضح بأن اليد العاملة وتوظيفها تعتمد على مقاييس عالمية وشروط مفروضة من طرف المجمع "أرسيلور ميطال"؛ حيث أنه لا يمكن أن تتجاوز المؤشر الوارد في مضمون اتفاقية الشراكة لتسيير المؤسسة، إلا أن إدارة المؤسسة قامت بتسوية وضعية أكثر من 500 عامل كانت معلقة ومعقدة نتيجة المخلفات القديمة من مجموع 1200 عامل وأن العمل حاليا يعتمد على مجموعات العمل المحددة ب 8/3، كما تم وضع تصور مستقبلي باللجوء إلى تمويل بعض المشاريع الصغيرة للاستثمار في اليد العاملة والمحافظة على المناصب الموجودة؛ حيث من المتوقع أن يشغل حوالي 270 عامل جديد على المدى المتوسط بعد تشغيل المشروع الجديد المتعلق بتكرار ومعالجة المادة الأولية بالونزة وإنجاز مصنع لإنتاج بعض المواد الأولية، إلى جانب مشروع المساحات الخضراء ببوخضرة الذي خصص له غلاف مالي قدر ب 50 مليون دولار سنويا وأن دور المؤسسة ليس دورا اجتماعيا وإنما هو تجاري محض، وفق نمط التسيير العالمي وأن الإشراف المباشر للتوظيف يكون من طرف الشريك الأجنبي مباشرة. أما فيما يخص الإنتاج، فإن المؤسسة تمكنت من الوصول إلى تحقيق 02 مليون طن خلال هذه السنة، كما حققت رقم أعمال يفوق 40 مليون دولار بمخزون احتياطي يصل إلى 650 طن لذا، فإن استراتيجية "أرسيلور ميطال" تعتمد على منتوج من نوعية عالية والتحضير إلى آفاق مستقبلية مربوطة بوضعية السوق العالمية وتسويق المنتوج، معتبرا أن السوق العالمي وضعيتها اليوم غير مريحة قد تكون لها تأثيرات سلبية على الدول النامية وما تعرفه المؤسسات العالمية الكبرى التي لجأت إلى الحل وتسريح العمال، إلا أن المنجم لازال يحتل موقعا معتبرا ورائدا على الساحة تسييرا ونوعا وله القدرة على تمويل مركب الحجار بالكمية المطلوبة، كاشفا بأن وضع المؤسسة يبقى مرهونا بالحجار. أما عن سؤال يتعلق بوضع المؤسسة لما بعد المنجم، حمل المسؤولية السلطات العمومية في البلاد بالتفكير في آليات جديدة للمحافظة على الثروة ومناصب العمل التي تضمن مستقبل أبناء هذه المدينة. وعن الأوضاع المهنية والاجتماعية لعمال المؤسسة، أكد رئيس مجلس العمال بأن الوضع مريح ويبعث على التفاؤل، آملا بأن مستقبل المؤسسة يكمن أساسا في المحافظة على مناصب العمل وتحقيق مردود إيجابي يعود بالفائدة على المؤسسة والعمال وأن كل المشاكل العالقة تمت معالجتها بالتنسيق مع إدارة المؤسسة.