شرعت مديرية الثقافة لولاية بومرداس في مخطط استعجالي لترميم ثاني أشهر معالم الدولة العثمانية في الجزائر. ويتعلق الأمر بقصبة دلس، إحدى دوائر ولاية بومرداس التي يعود تاريخها إلى بدايات العهد التركي في الجزائر أواسط القرن السادس عشر لما آل إليه وضعها من تدهور واضمحلال، فرض على السلطات البدء بالأشغال لإصلاح الوجه الأثري العتيق لهذه القصبة التي تصنف في المركز الثاني من حيث المكانة والقيمة التاريخية في هذا النوع من الآثار العثمانية بعد "قصبة الجزائر" المشهورة . يذكر أن قصبة دلس تتكون من مائتي بناية بأربعة أجزاء أساسية هي: الزوايا والمسجد العتيق والمدرسة القرآنية وجدار الصد هذا الأخير الذي بات مهددا بالانهيار خاصة من جهة البحر و الذي يحيط بكل مدينة دلس على طول يقارب الألفي متر، وبموجب المخطط الدائم لحفظ وإصلاح وترميم القصبات العثمانية في الجزائر، ستعنى 4 مؤسسات متخصصة بميدان الآثار بإصلاحات فنية دقيقة، ستمهّد لها بتطهير شامل لقصبة دلس عبر إزاحة الفضلات والمخلفات من حجارة وأتربة، وتصنيف الحجارة القديمة المبعثرة وإرجاع الأقواس والأعمدة الجيدة إلى مكانها، مع تدعيم وإسناد منشئات القصبة وأبنيتها الآيلة للانهيار بفعل الزمن والإنسان والعوامل الطبيعية . ويُرتقب أن تنتهي أشغال الترميم بعد ثلاثة أشهر بحسب خلية المتابعة، قبيل تشخيص دقيق لمختلف كنوز قصبة دلس، وإجراء التحاليل التاريخية والتيبولوجية على مدار فترة قد تمتد إلى نحو 14 شهرا، بغرض تثمين تسيير هذا الموروث الثقافي والمحافظة عليه وصيانته، علما أنّ عملية ترميم قصبة دلس رُصدت لها مخصصات زادت عن المليار سنتيم .