كشف المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات، عبد المالك السايح، أن التحقيق الوطني الوبائي حول استهلاك المخدرات في الجزائر سينطلق منتصف الشهر الجاري، وخصص له أكثر من 17 مليون دولار. كما تم اختيار الهيئة التي تشرف على التحقيق وسيعلن عنها السبت المقبل. ويشمل التحقيق شريحة عمرية تتراوح بين سن 12 إلى 45 سنة بشكل مبدئي، وقال عبد المالك سايح أمس، على هامش الملتقى التكويني حول المخدرات التخليقية بالمدرسة العليا للشرطة بالعاصمة، أن التحقيق الذي يعد انطلاقة لسلسلة من التحقيقات الوطنية حول آفة المخدرات يستهدف 45 ألف شاب و10 آلاف أسرة، توجه لهم استمارة من خمسة أسئلة رئيسية وأخرى فرعية تم ضبطها بمساعدة خبرات أجنبية. ويجري التحقيق، حسب توضيحات السايح بمساعدة عناصر الأمن، ويكون أول تجربة تفتتح بها سلسلة تحقيقات أخرى للوقوف على حجم استهلاك المخدرات في الجزائر، حيث يبقى رقم 60 ألف مدمن رقما تقريبيا مع انتشار تجارة هذه المواد. وأضاف المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات أن تحقيقا آخر حول استهلاك المخدرات ونسبة الإدمان في الجزائر سيستهدف شريحة المتمدرسين في مختلف الأطوار وحتى طلاب الجامعات. من جهة أخرى، أكد المتحدث أن استهلاك المخدرات التخليقية في الجزائر ضعيف مقارنة برواجه في أوروبا، وهي مواد تنتج من تفاعلات كيميائية معقدة بين المركبات الكيميائية المختلفة وليست من أصل نباتي، ويتم ذلك بمخابر سرية. واعتبر المتحدث أن الواقع يفرض تحضير مصالح الأمن والدرك الوطني وحتى الجمارك لمواجهة انتشار هذا النوع غير المعهود في الجزائر التي تعرف انتشار القنب الهندي والمؤثرات العقلية، مشيرا إلى أن المخدرات التخليقية تشبه الأدوية وليس من السهل التعرف عليها، ولابد من تعزيز قدرات مصالح مكافحة المخدرات من أجل الكشف عنها وقمعها. وحذر المتحدث من إمكانية دخولها الى الجزائر في أقصر وقت بالنظر الى سهولة تنقل البضائع والأشخاص ومن بين أكثرها رواجا في أوروبا "الامفيتامينات" و"الاكستازي". للإشارة، يستفيد من الملتقى التكويني، الذي انطلق أمس بالمدرسة العليا للشرطة 107 إطارا من المصالح المعنية بموضوع قمع جرائم المخدرات والوقاية منها، بالإضافة إلى تكوين عملي في المخبر لفائدة 7 إطارات من الأمن الوطني والدرك العاملين في المخابر، يعرض خلاله المواد المستعملة في التحليل المخبري للمخدرات التخليقية، تصنيفها وكيفية صنعها، بالإضافة إلى وضع قاعدة معلومات حول هذا الصنف من المخدرات. ويشرف على هذا التكوين خبراء من فرنسا وإسبانيا في إطار التعاون مع الشبكة الأورومتوسطية للتعاون في مجال مكافحة المخدرات والأمانة التنفيذية لمجموعة "بومبيدو". من جهتها قالت فلورنس مابيلو، عن الأمانة التنفيذية لمجموعة "بومبيدو" أن أوروبا تعاني من انتشار سريع للمخدرات التخليقية بعد القنب الهندي خاصة في أوساط الشباب والمراهقين، وأوضحت أنها تصنع من مواد كيميائية ولها نفس تأثير المواد المخدرة المستخلصة من النبات، غير أنها تسبب جفاف الجسم. وقالت إن الجزائر لا تعرف رواجا لهذا النوع من المخدرات غير أن التكوين وتحضير المصالح المعنية بالمكافحة مطلوب من باب الوقاية من انتشارها.