وسيلتقي المشاركون على مدار أربعة أيام كاملة في رحاب الدين والثقافة الإسلامية من خلال التطرق المفصل والشرح الوافر للتصوف والتطرق إلى مسار أعلامه وصانعيه، مع التركيز على الفتوة الروحية في الطريقة الرحمانية من خلال إعطاء الجوانب الكبرى ودورها الأساسي في اندلاع الحركة الوطنية التحررية لاسيما في منطقة القبائل التي تحولت منذ سنة 1830م دخول الاحتلال الفرنسي إلى الجزائر، والمعارك الطاحنة التي صنعها أبطال رفضوا الذل و الهوان. وحسب ما أفاد به ل"الفجر" القائمون على هذه الطبعة الخامسة فإن مواضيع ثرية أخرى سيتم التطرق إليها بالشرح والتحليل من طرف باحثين وأخصائيين، كما هو الحال بالنسبة لموضوع التجربة الصوفية في الإسلام التي تميز خصوصية التدين باعتبار منطقة القبائل مهد الحضارة اللإسلامية منذ العصور الغابرة لما لها من زوايا يعود لها الفضل في تربية وتعليم اصول الدين الحنيف على أكبر الأئمة و المشايخ بالمنطقة، التي كانت من جهة أخرى حصنا كبيرا للمرابطين. وأضاف المصدر ذاته أنه من بين الأهداف الرئيسية لهذه الطبعة الخامسة هو التصدي العاجل لسلبيات العولمة التي أخذت تغزو المجتمعات العربية والإسلامية مع الإحاطة بمختلف القنوات الروحية من حيث الجانب المعرفي، وهو ما سيسمح لا محالة في التعريف أكثر بماضي هذه الشعوب، دون أن تنسى التفكير الجدي في المستقبل أمام واقع صدام الحضارات الذي يكون أكثر انفتاحا في إطار الاعتماد على مبدأ التسامح و الحوار. كما اعتبر الدكتور خنشلاوي الطريقة الرحمانية التي أسسها المرابط شريف سيدي محمد بن عبد الرحمان القشطولي الزواوي الأزهري، خلال الفترة الممتدة ما بين1715 و1793 بمثابة الطريقة الأكثر انتشارا في الجزائر، خاصة وأنها الطريقة الأولى التي دعمها الشيخ الحداد والمقراني ولالا فاطمة نسومر التي قادت معركة "اشريظن" وواجهت أقوى جنرالات فرنسا خلال بداية الخميسنيات من القرن الماضي. يذكر أن الطبعات الأربع الفارطة للملتقى الدولي "تصوف ثقافة و موسيقى" احتضنتها كل من ولايات مستغانم، تلمسان، بجاية، والجزائر العاصمة.