أكد وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أمس، تمسك الجزائر بدور الوساطة في دفع عملية استتباب الأمن والسلم في شمال مالي وحل النزاع بين المتمردين التوارف والحكومة المالية. وقال الوزير، أمس، في تصريح للإذاعة الوطنية على هامش مناقشة مخطط عمل الحكومة بمجلس الأمة، إن الجزائر تتابع ب"اهتمام كبير" الوضع السائد في شمال مالي، حيث عادت أعمال العنف بتنفيذ المتمردين التوارف هجوما مسلحا على ثكنة عسكرية خلّف حوالي عشرين قتيلا، وهو ما طرح تساؤلات حول احترام الطرفين المتنازعين لبنود اتفاق الجزائر الرامي إلى حل النزاع سلميا، رغم احتضان الجزائر العاصمة لجلسات حوار أفضت في مجملها إلى نتائج إيجابية قبل أن يعلن التوارف تمردهم مجددا احتجاجا على عدم التزام الحكومة المالية ببنود الاتفاق، خاصة المتعلقة بتشكيل وحدات خاصة لضمان الأمن في "كيدال" والنقطة المتعلقة بنزع سلاح المتمردين. وذكّر مراد مدلسي بمختلف الوساطات التي قامت بها الجزائر من أجل إقرار السلام في هذه المنطقة من مالي، مؤكدا أن الجزائر "تواصل وساطاتها بين السلطات المالية والمتمردين التوارف" من أجل استتباب السلم في المنطقة وعبر الوزير عن أمله في عدم تكرار هذا الوضع المتمثل في النزاع المسلح، وأن تتمكن الجزائر من مواصلة الوساطة في ظروف حسنة. وعن إمكانية وجود وساطة ليبية لتسوية النزاع بين الحكومة المالية والتوارف قال مراد مدلسي إنه لا يعتقد أن ثمة احتكار لدفع عملية السلام.