وفي جولة قادت "الفجر" إلى بعض الساحات العمومية والعائلات في الجزائر العاصمة للوقوف على طبيعة تعامل المواطنين الجزائريين مع العدوان الإسرائيلي على سكان غزة، قال عادل، معلقا على شافيز "لقد رفع رؤوسنا، بالرغم من أنه ليس عربيا أو مسلما، إلاّ أنه كان رجلا شهما، إنه "أرجل" رجل في العالم حاليا". وتحدث آخرون عن موقف تركيا وأوردغان من العدوان الإسرائيلي على غزة، معتبرين أن المواقف الرسمية للبلدين التركي والفنزويلي كانت أكثر مسؤولية وشجاعة، كما لجأ جزائريون آخرون إلى تعليق أعلام فلسطينية، تركية وفنزويلية إلى جانب الأعلام الجزائرية في السيارات والشاحنات وحتى داخل الحافلات. في حين فضل بعض الطلبة شراء دبابيز العلم الفنزويلي وتعليقها على صدورهم تعبيرا منهم على الفخر والاعتزاز بهذا البلد ومقاومته، حسبما أكده بعضهم ل "الفجر". وقد أوضح أحد باعة الملابس المستعملة أن بعض الشباب يسألونه عن الملابس التي تحمل صورة شافيز أو العلم الفنزويلي لاقتنائها منه. وكان "ياسين" يلبس بذلة رياضية تحمل صورة العلم الفنزويلي، وقد أكد لنا أنه يفتخر بارتداء هذه الملابس تعبيرا منه عن التضامن مع غزة. "الأمسان" و"السكايب" لتقصي الأخبار من غزة يلجأ الشباب الجزائري عند التقصي عن أخبار العائلات الفلسطينية إلى شبكة الأنترنيت وذلك عبر خدمات "الأمسان-msn " و"السكايب- skype"، حيث وجدوها فرصة للتعرف على الشباب الفلسطيني والتقصي عن أوضاعهم في الأراضي المحاصرة. وقد عبر الكثير من الشباب عن تبنيهم للقضية الفلسطينية، إلى درجة أنهم يعرضون صور المحرقة الإسرائيلية على جميع أصدقائهم في مختلف بقاع العالم، خاصة الصور المؤثرة الحاملة لتشوهات الأطفال والنساء والأشلاء المتناثرة والمبتورة بغية تحريك مشاعر الرأي العام الأجنبي وجلبه إلى صفه. وقد أفاد منير، وهو صاحب مقهى للأنترنيت، بأن بعض المتمكنين في التصميم والأنفوغرافيا ركبوا صورا مقارنة بين أطفال يعيشون في سلام وأطفال القطاع الذين يتعرضون للقصف والقتل في كل لحظة... كما أكد أصحاب بعض المحلات التي زارتها "الفجر" على تهافت شريحة معينة من الشباب على البطاقات الدولية واستعمالها للمكالمات مع غزة، وخاصة عائلات الجالية الفلسطينية المتواجدة بالجزائر، والتي تقدر بحوالي 4 آلاف فلسطيني، ناهيك عن عائلات الجالية الجزائرية الموجودة في قطاع غزة. يلبسون الكوفية ويشاركون في الاعتصامات ما يلفت الانتباه، هو ارتداء أغلب الشباب الكوفية الفلسطينية والتي يجدونها رمزا قويا يعبر عن تضامنهم مع القضية العادلة الفلسطينية، بعدما كانت مقتصرة على الشيوخ وكبار السن. وعبرت الصحفية الجزائرية ناهد عن أن وضعها للوشاح الفلسطيني على صدرها عبارة عن مساندتها للغزاويين ،إلى جانب القلم، في حين عبر الطالب سليمان، الذي لاحظنا تحمسه في الحديث عن القضية، أن ارتداء الكوفية أقل واجب في حق هؤلاء، وأكد أن ليس بيده شيء آخر غير الدعاء لضحايا الجبروت الإسرائيلي، وتمنى أن يقاسمهم ظروفهم الصعبة التي يمرون بها. وقد أكدت أمينة، التي لم تفوت تلبية نداء حملة التبرع بالدم الذي أطلقه الهلال الأحمر الجزائري، وأضافت أنها مساعدة رمزية لجرحى غزة، وقد شهدت الشاحنة المخصصة لجمع التبرعات توافد العشرات من الجزائريين من مختلف الشرائح العمرية، ما شكل طوابير طويلة في الساحات العمومية، حسب تأكيد موسى وفوزي، الذين سعدوا بتهافت الجزائريين للأعمال الخيرية، موضحين "إن الجزائريين معروفون بمثل هذه المبادرات الخيرية". وعلمت "الفجر" أن بعض الجزائريين شرعوا في إرسال أموال إلى صناديق الزكاة، مرحبين بقرار وزارة الشؤون الدينية الرامي إلى تخصيص 25 بالمائة من أموال الزكاة إلى ضحايا غزة، عملا بالآية الكريمة "في سبيل الله والغارمين". وبدأت عمليات جمع أموال الزكاة من قبل الصناديق المنتشرة في ولايات الوطن بطريقة مباشرة في المساجد ومكاتب إدارات الشؤون الدينية، بالإضافة إلى إدخال مبالغ مالية إلى الرصيد البنكي المخصص لتجميع أموال الزكاة. عائلات جزائرية "لا نملك إلا الدعاء" وتذكر عائلات جزائرية تلتف حول شاشات التلفاز لتقصي أخبار الوضع بقطاع غزة، بأن التلفاز يشتغل ليل نهار لمتابعة النشرات والبرامج التي تعرض الأخبار والتحاليل منذ بداية العدوان. وقد عبرت بعض النساء عن تأسفهن الكبير لعدم تمكنهن من المساعدة، حيث أقرت رشيدة بأنها لا تملك إلا الدعاء من أجل الأطفال، مضيفة أنها هي من دفعت بأبنائها وجاراتها للمشاركة في المظاهرات العديدة المنظمة في العاصمة.