وأرجع عمار تو الأسباب الرئيسية التي أفضت إلى إزهاق أرواح الأبرياء في حوادث المرور، التي وصل عددها سنة 2007 إلى ما يناهز 4100 ضحية وارتفاعها بنسبة 10% سنة 2008، وهي النسبة التي لم تصلها بعض الدول الكبرى، رغم كبر حجم حظيرة السيارات بها، إلى نقص التكوين في مدارس السياقة وتماطل الممتحنين في منح رخص السياقة ونقص الخبرة وتورط الكثير من مدارس السياقة ومشاركتهم في الجرائم المرتكبة في حوادث المرور وكذا قصر مدة التكوين. وأكد تو أن نسبة 92% من حوادث المرور أسبابها بشرية، لتأتي بعد ذلك حالة الطرقات والظروف المناخية، مشددا على أنه لن يتسامح مع المتسببين في إزهاق أرواح الجزائريين. وحذر الوزير من الانزلاقات الكبيرة بين مسيري القطاع ومدارس السياقة والممتحنين وسوء التكوين وطريقة منح رخص السياقة. وشدد الوزير على ضرورة إعادة النظر في تسيير مدارس السياقة بعد أن أثبتت التقارير عدم فاعليتها وملاءمتها مع القوانين، وغياب المتابعة والمراقبة عليها وغض النظر عنها، موضحا أن دور المفتشين الرئيسيين لم يرق إلى الأهداف والمهام المخولة قانونا، حيث أن وزارته لم تتلق أي تقارير بشأن النقائص والتجاوزات المسجلة على مستوى مديريات النقل أو الشركاء المتعاملين مع قطاع النقل، مما أجبر الوزارة على إعادة النظر واتخاذ تدابير إجرائية تتعلق بحركة شاملة لمدراء القطاع والمفتشين الرئيسيين، لتشمل في مرحلة ثانية المشرفين على الامتحانات لمدارس السياقة بغية إعطاء دفع قوي لقطاع النقل وتفعيله. وعرج الوزير على الوضع الكارثي لمحطات النقل وتدهورها، حيث أصبح الكثير منها محطات لتوقف السيارات وسيطرة بعض الناقلين عليها، وبؤرا للممارسات اللاقانونية وملجأ للتجاوزات أمام مرأى مختلف المصالح، إلى جانب قدم حظيرة النقل في بعض الولايات، وعدم ملاءمتها لمتطلبات المرحلة رغم الوسائل الردعية الصارمة، حيث أوضح الوزير بأنه تم توقيف حوالي 15 ألف مركبة خلال السنة الماضية، بعد أن أثبتت المصالح التقنية عدم صلاحيتها أو عدم موافقتها للمواصفات التقنية. وعلى الرغم من ذلك إلا أن بعض الحافلات لا تزال تسير في الطرقات بتواطؤ من بعض الأطراف. كما أكد وزير النقل على وجود نقص كبير في وكالات المراقبة التقنية للمركبات مطالبا بفتح المجال أمام المستثمرين الذين تتوفر فيهم الشروط اللازمة ومنحهم الترخيص للعمل. نشير إلى أن الوزير وقف عند العديد من النقاط بقطاعه وأعطى إشارة انطلاق عمل مؤسسة النقل بتبسة بحظيرة تقدر ب17 حافلة كمرحلة أولى، قبل إنهاء زيارته التي قادته إلى الولاية والتي دامت يومين. وكان وزير النقل قد قام صبيحة أول أمس الجمعة بزيارة عمل وتفقد لبعض مشاريع قطاعه بولاية أم البواقي، خاصة مشروع السكة الحديدية بعين مليلة، حيث عاينها ثم تفقد محطات كل من عين فكرون، أم البواقي وعين البيضاء والجازية ومسكيانة وبحيرة الشرقي، متجها إلى سيدي يحيى. كما عاين عمار تو خط السكة الحديدية وذلك بالتنقل إلى البلديات المتفقدة عن طريق القطار من عين مليلة إلى عين البيضاء رفقة السلطات المحلية للولاية.