شهدت فترة التحويلات الشتوية الأخيرة ارتفاعا رهيبا في عدد اللاعبين الأفارقة الذين توالوا على مختلف أندية البطولة الوطنية من أجل تجريب حظهم كلاعبين في الجزائر، وهم يتنقلون بوساطة مناجرة متخصصين في استقدامهم وتحويلهم من بلدانهم الأصلية إلى الجزائر بطلب من بعض رؤساء الأندية الذين يجدون فيهم الصفقات المهمة بعد تحويلهم مستقبلا إلى بعض الأندية في الخارج، إن هم أقنعوا بمستواهم في الداخل. كما سجلت كل من مالي وكوت ديفوار والكامرون الحضور القوي في انتقال العناصر منها إلى الجزائر، باعتبارها تتوفر على أكبر مراكز التكوين في مجال كرة القدم كمركز صاليف كايتا وجوليبا وكانون ياوندي. ظاهرة قدوم الأفارقة إلى الأندية المحلية تفشت بقوة، خاصة في هذا الموسم، ففي مرحلة الميركاتو الأخيرة بلغ عدد الأفارقة الذين يجربون حظهم في فريق واحد أكثر من سبعة لاعبين، ومع تواجد 17 فريقا في القسم الأول فإن العدد دون شك سيكون مرتفعا للغاية، ليتم الاحتفاظ بعنصر أو اثنين فقط من مجموع عشرة لاعبين، الأمر الذي يؤكد أن البطولة الجزائرية صارت حقل تجارب لا غير للاعبين الأفارقة. جيروم وبيلينغا وسونف وإيدوين وبينييه وأزوكا صنعوا الحدث كما تداول الشارع الرياضي الجزائري عددا من الأسماء الإفريقية التي حضرت إلى الجزائر في ذات الفترة، طمعا في أن تتقمص ألوان أحد النوادي الوطنية، خاصة الكبيرة منها، والتي تلعب على الورقة الإفريقية على غرار الكناري والمولودية والاتحاد العاصمي والوفاق، كون هذه الأندية تلعب على عدة جبهات، وهو ما يمهد الطريق أمام الأفارقة من أجل التألق والبروز في عدة منافسات محلية وإقليمية. ويتعلق الأمر بالمهاجم جيروم الذي أسال الكثير من الحبر حول قضية انضمامه للحراش من عدمه، لتفشل المفاوضات ويعود إلى بلده خائبا، أما بيلينغ وسونغ فقد تألقا وتمكنا من الظفر بمكانة في فريق مدينة الورود، وكذلك الأمر مع كل من بينييه في العميد وأزوكا مع الكناري. كل تلك الأسماء برزت في الميركاتو المنقضي بشكل كبير، وصار يحفظ أسماءهم العام والخاص. العميد حطم الأرقام في عدد التجارب وكان لفريق مولودية الجزائر حصة الأسد في انتداب هؤلاء اللاعبين وتجريبهم خلال فترة التحويلات الشتوية الفارطة، حيث تم تجريب كل من كابيرو، طراوري، وتوري باكاري وإلسان والأخير هو الإيفواري بينييه والذي تم استقدامه بشكل رسمي للفريق وغيرها من الأسماء التي تداولت على العميد سواء في الجزائر أو خلال تواجده في تونس لإجراء التربص هناك. البطولة الجزائرية جسر للاحتراف ولا يختلف اثنان على أن بطولتنا الوطنية صارت عبارة عن جسر ومعبر لكثيرين، مكن هؤلاء اللاعبين الأفارقة من الاحتراف في أوروبا في أندية معروفة، فلا يوجد لاعب واحد تألق في الجزائر وبقي فيها، حيث تتهاطل عليه العروض ليغادر إلى أوروبا وتفتح له الأبواب على مصراعيها نحو النجومية، كما أن العديد منهم تمكنوا من الحصول على فرصة تمثيل منتخباتهم في المحافل الدولية على غرار واسيو في البنين وبينيا مع الكامرون ودوكوري وكوليبالي ودياكيتي مع مالي. ستة عناصر تمكنت من تحقيق الهدف من مجموع فاق 15 لاعبا تداولوا على عدة أندية محلية تمكن ستة منهم من الظفر بعقد مع أقوى الفرق الوطنية، حيث أمضى نيبي وإيدوين لشباب بلوزداد، وأزوكا لشبيبة القبائل، وبينييه للعميد، أما بيلينغا وسونغ فقد التحقا باتحاد البليدة، وتتمتع جل هذه العناصر بمؤهلات كبيرة سمحت لها بالتفوق عن باقي العناصر المجربة من قبل كون المسيرين الجزائريين تعلموا كيفية اقتناء لاعبين أفارقة من الطراز العالي وعدم تكرار أخطاء قد تكلفهم الكثير من الأموال والوقت أيضا.