أكثر من 536 ألف متسرب مدرسي بين سنوات 2000 و2006 حملت الدكتورة عائشة بن عمار، أمس، وزارة التربية الوطنية تنامي ظاهر الأمية عند الأطفال بسبب الطرد المبكر لهم دون سن السادسة عشرة، مؤكدة في دراسة قامت بها، أن نسبة التسرب المدرسي عند الابتدائي بلغ في 2006 نسبة 19 بالمائة، في حين تجاوزت عند الإكمالي 41 بالمائة، بعدد إجمالي بين 2000 و2006 يقدر ب536 ألف متسرب. كشف الدكتورة بن عمار، خلال اليوم البرلماني حول الأمية في الجزائر، الذي نظم بالمجلس الشعبي الوطني بالعاصمة، عبر محاضرتها التي كانت بعنوان"الأمية والجهل"، وهي دراسة مقارنة ومسح لواقع الأمية بولايتي تيارت ووهران، وبناء على خلفية دراسة أعدتها نقابة الكناس، أن عدد المتسربين من مقاعد الدراسة قد بلغ بين سنتي 2000 و2006 ما يعادل 536 ألف متسرب، مضيفة أن التقارير أثبتت أن 16 بالمائة من تلاميذ الطور الابتدائي قد تخلوا عن الدراسة في عام 2000، لترتفع النسبة إلى 19 بالمائة سنة 2006. أما بشان تلاميذ الطور الإكمالي، فقد ارتفعت النسبة في سنة 2000 إلى 51 بالمائة، وتقلصت نوعا ما في 2006 إلى 41 بالمائة، بينما عرفت النسبة نوعا من الاستقرار لطلبة الثانوي، حيث تراوحت في ذات السنتين بين 32 و32.5 بالمائة. وتساءلت الباحثة عن إمكانية الوصول إلى نسبة 100 بالمائة كأقصى حد لانتقال التلاميذ من الطور الإكمالي إلى الثانوي، بهدف تفادي الطرد المبكر، والذي يعود بالسلب على الجيل الناشئ ومستقبل الوطن. وتطرقت عائشة بن عمار إلى الدراسة الميدانية التي انطلقت من معطيات اليونسكو، التي تؤكد أن عدد الأميين في العالم يصل إلى 781 مليون، من بينهم 160 مليون من جنسيات عربية، علما أن 6 ملايين من بينهم جزائريين، وأرجعت ذلك إلى غياب الدراسات الميدانية خاصة فيما يتعلق بالأمية الوظيفية التي تنشأ من ترك مدارس التعليم، والطرد من المؤسسات التربوية، مؤكدة أن أغلبية الأبحاث تنصب في الأمية المطلقة، كما أشارت في ذات الإطار إلى العوامل التي تسبب تزايد الظاهرة خاصة في المناطق الريفية، مقارنة بالمدن الكبرى. من جهته، فند وزير التربية الوطنية، أبوبكر بن بوزيد، الأرقام المصرح بها في الدراسة، باعتبار أن نسبة التسرب المدرسي لم تتعد 7 بالمائة، منها 4 بالمائة تخص الطور الابتدائي، مذكرا بنسب التمدرس التي وصلت إلى 93 بالمائة، مرحبا في سياق آخر بفكرة إدراج المستوى العلمي في الحصول على شهادة تعليم السياقة. في حين تحدث الدكتور ليفة ناصر، في محاضرته "المرافقة البسيكوبيداغوجية للبالغين الذين هم في وضعية الأمية"، حول جهاز تكوين ثنائي الأبعاد يعتمد على دراسة الجوانب النفسية والشخصية لكل أمي لمعرفة مدى استعداده للدراسة. أما حليمة بوشاقور فقد انتقلت إلى الحديث عن الأمية المعلوماتية، مؤكدة أن التحصيل البيداغوجي الذي يتلقاه الأمي هو مفتاح تحقيق احتياجاته اليومية المستقبلية، في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي الحاصل، باعتبار أن مجتمع المعرفة هو ذلك الذي يجيد استخدام المعرفة في تسيير أموره واتخاذ القرارات الصائبة. وعلى هذا الأساس دعت بوشاقور إلى ضمان قنوات مفتوحة تسمح بالنفاذ الدائم إلى المعلومات وتوفير قاعدة علمية تكوينية متينة يتحرك الأفراد على أساسها.