وقال، أمس، مصدرعلى صلة باللجنة الوطنية لمتابعة وتنفيذ بنود ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، في تصريح ل "الفجر"، إن النداء الذي وجهه أمس الأول القائد السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال ومؤسسها حسان حطاب في رسالة عنونها ب "توبة" يدعو من خلالها الجماعات الإرهابية إلى الإسراع في التخلي عن العمل المسلح والدخول في مسعى المصالحة الوطنية، قد تكون بمثابة إشارة ودلالة قوية للطي النهائي لموضوع استفادة حطاب من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، بالإضافة إلى موضوع محاكمته التي أثارت جدلا ببقائه يحمل صفة المتهم الفار في عدد من قضايا الدورات الجنائية لسنتي 2006/2007، خاصة وأن حطاب تخلى عن العمل المسلح قبل انتهاء آجال المصالحة الوطنية، وهو ما أثبتته، حسب مصدرنا، العديد من التحقيقات الأمنية مع العناصر التي سلمت نفسها مؤخرا أو تلك التي وقعت في قبضة مصالح الأمن، قبل أن يسلم نفسه لمصالح الأمن في سبتمبر 2007. ومن المؤشرات التي تفرض نفسها حول إمكانية استفادة حسان حطاب من ميثاق المصالحة الوطنية، الخرجات المتتالية لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان في كل مرة يعلن عن نيته في ترقية مشروع السلم والمصالحة، آخرها لدى افتتاحه السنة القضائية الجديدة مؤخرا، فيما أكد الوزير الأول أحمد أويحيى هو الآخر لدى عرض مخطط برنامج الحكومة أن أبواب المصالحة الوطنية مازالت مفتوحة، داعيا بقايا المسلحين للعودة إلى أحضان المجتمع. وفي نفس الاتجاه دعا معظم قادة الأحزاب السياسية، آخرها أبوجرة سلطاني، في ندوته الأخيرة بالمركز الدولي للصحافة، إلى ضرورة استكمال وترقية برنامج السلم والمصالحة الوطنية. وفي نفس السياق، رحب فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، في اتصال هاتفي مع "الفجر" بالنداء الذي وجهه حطاب، مبرزا أنه لا مانع من استفادة هذا الأخير من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وذلك بالنظر إلى بعض المواقف السابقة التي عبر عنها، خاصة إعلانه عن مساندته للمصالحة الوطنية قبل تسليم نفسه. كما اعتبر القائد السابق للجيش الإسلامي للإنقاذ المحل، مدني مزراق، في تصريح ل "الفجر" ، أن" توبة حطاب وتبرئه من الأعمال الإرهابية وندائه لبقايا الجماعات المسلحة للتوبة من شأنه أن يجد صدى في صفوف المسلحين ويدفعهم إلى التوبة، خاصة إذا أقدم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على مبادرات أخرى للسير بمشروع المصالحة الوطنية الى الأمام وذلك بتفعيل جميع بنودها، والتي من شأنها أن تغلق باب الأزمة الأمنية وصد محاولات جميع المستثمرين فيها". وكان حسان حطاب قد سلم نفسه لمصالح الأمن في سبتمبر 2007 ، ويواجه العديد من التهم ذات الصلة بنشاطه المسلح قبل أن يسلم نفسه والإدانات القضائية ذات الصلة بنشاطه المسلح بمجالس العاصمة تيزي وزو وتبسة. وفي آخر رسالة وجهها أمس، دعا المسلحين الى إلقاء السلاح والاستفادة من المصالحة الوطنية، مستغلا الظرف العصيب والمؤلم الذي يعيشه سكان غزة، وهو نفس النداء الذي أطلقه في أوت الماضي عقب التفجير الانتحاري الذي استهدف المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر وأودى بحياة 43 شخصا.