كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن المعهد العربي العالي للترجمة والمشكلة التي يتخبط بها والمتمثلة في عدم اعتراف الجامعات بالشهادات التي يقدمها المعهد للطلبة المتخرّجين منه. وفي لقاء مع مديرة المعهد الدكتورة "إنعام بيوض" أكدت لنا أن المشكلة سياسية، وأن حلّها لا يكون إلا بمضمون قرار حكومي. قالت إنعام بيّوض، أن المعهد أنشأ بقرار وزاري بمشاركة 22 وزير خارجية من كافة الدول العربية، وكان الشرف للجزائر أن احتضنت مقره بعد جهود كبيرة من قبل الدبلوماسية الجزائرية، والقرارات الوزارية التي توافق عليها الجزائر تعتبر قرارات سيادية لا جدال فيها، مؤكّدة أن المعهد لا يعتبر معهدا خاصا بالجزائر فقط وإنما هو معهد كل العرب، مشيرة في حديثها إلى القانون الأساسي للمعهد الذي ينص على منح الطلبة المتخرجين من المعهد، ماجستير في الترجمة الفورية والترجمة الشفوية، بالإضافة إلى ماجستير في تكنولوجيات الترجمة والذي تم الموافقة عليه من طرف مجلس وزراء الخارجية العرب، قبل إنشاء المعهد. في السياق ذاته، أكدت مديرة المعهد، أن المساعي حثيثة لإلصاق صفة المصداقيّة بشهادة المعهد الذي قدّمت إدارته ملفا إداريا كاملا إلى الوزارة المعنية، قصد الانخراط في اتحاد الجامعات العربية، بالإضافة إلى مراسلة كل الجهات المسؤولية والمعنية بهذا الأمر، مضيفة أن الإدارة الآن في انتظار الحصول على قرار إداري بالإيجاب.. قضيّة شهادات المعهد غير المعترف بها ليست قضيّة جديدة، باعتبار أن المعهد يحضّر لتخرج الدفعة الثالثة من الطلبة، الذين سيواجهون نفس مشكلة الطلبة السابقين، لكنّ بيّوض أكدت أن المساعي كانت منذ أكثر من 3 سنوات - أي منذ تأسيس المعهد سنة 2005 - من أجل الانخراط في اتحاد الجامعات العربية الذي استغرق في دراسة الملف سنة كاملة قبل أن يحظى طلب إدارة المعهد بالموافقة في مؤتمر الرياض ومن المفترض أن هذه العضوية ستحلّ مشكلة شهادات المعهد، لكن هذا ما لم يحدث - تضيف بيّوض - التي احتملت حل المشكلة في القريب العاجل قبل نهاية السنة الجامعية الحالية، مؤكّدة أن طلاب الدفعات السابقة ستكون لهم الامتيازات نفسها، مع طلبة هذه الدفعة والدفعات القادمة الذين يحظون بتكوين متميز على أيدي أساتذة متخصصين.