يعرف لدى سكان ولاية وهران ب "درب ليهود "، حيث كانت مجموعات من سكان اليهود تقيم فيه أثناء الفترة الاستعمارية ورحلوا مباشرة بعد الاستقلال ليحمل بعدها تسمية "حي الدرب" المحاذي لحي سيدي الهواري العتيق ويشرف على محطة حافلات "فاليرو" بشارع معطى الحبيب، أحد الشوارع الكبرى بالبلدية بوسط المدينة. يعرف حاليا حي الدرب بسوقه الشعبي للخضر والفواكه وبالمحلات التجارية للبيع بالجملة والتي يتوافد عليها جماعات من الأشرار الذين زرعوا الرعب بالحي لكثرة الاعتداءات وغياب مصالح الأمن فيه. زيارة خفيفة لحي الدرب جعلتنا نقف عند الكثير من الحقائق التي رجعنا بها إلى فترات تاريخية سابقة ومازالت قائمة لحد اليوم، مثل عدد من الحمامات التي يعود تاريخها الأصلي الى حقبة البايات والدايات للمرحلة العثمانية وكذا تواجد العديد من البنايات المهترئة والمعرضة للانهيار بين اللحظة والأخرى وكل ما يثير انتباهك كثرة التشققات والتصدعات المتواجدة بجدران وبنايات الحي وكأن زلزالا ضرب المنطقة، حيث تتساقط جدرانه الواحد تلو الآخر بفعل عوامل الزمن والطبيعة والمباني معرضة للانهيار بعد انتشار حفر وانجراف أرضية في المباني وتساقط السقوف وتدفق قنوات الصرف الصحي واهترائها ووقوع العديد من الانحرافات في أقبية العمارات وانتشار الجرذان بها وانبعاث روائح كريهة. قالت السيدة بن سعود، المقيمة بعمارة ب 49 شارع إخوة حميدة التي تقطنها 12 عائلة إنه "بالرغم من تدخل عناصر الحماية المدنية التي طالب بضرورة إخلاء السكنات من السكان بعد تعرضهم للخطر، فلا حياة لمن تنادي والمسؤولية، تقول هذه المرأة "يتحملها مسؤولو الولاية الذين رفضوا تفقد أحوالنا وعند سقوط الأرواح وقتها يتذكرون بعدما أصبحنا نعيش في رعب شديد ومهددين بالموت في أي لحظة". هذا، بالإضافة إلى إصابة عدد من سكان العمارات الهشة بأمراض عديدة جراء الوضعية الصعبة التي تقيم فيها هاته العائلات. وهذه الأسباب جعلت سكان الحي يحتجون وينظمون أنفسهم هذه الأيام، كما علمنا من محدثتنا "لتنظيم مسيرة واعتصام أمام مقر البلدية للتكفل بانشغالاتنا في الحصول على سكنات اجتماعية". مع العلم أن السكنات المهتزة بلغت ببلدية وهران وحدها 2000 بناية هشة وتحتاج الى الكثير من الصيانة والترميم قبل وقوع الكارثة.