أفادت مصادر عسكرية مالية ودبلوماسية أوروبية، باختطاف مجموعة من السياح الأوروبيين، أول أمس الخميس، بالتراب المالي قرب الحدود النيجيرية، كانوا عائدين من حفل بدوي، وحمّلت متمردي توارف مالي مسؤولية الاختطاف، بينما سارعت حركتا التمرد في مالي والنيجر إلى نفي مسؤوليتيهما• وتزامن ذلك مع تنفيذ الجيش المالي هجوما عسكريا على عناصر منتمين إلى جماعة إبراهيم أغ باهنغا في نفس اليوم، ما يؤكد وجود علاقة بين الحادثتين، رغم أن التصريحات الرسمية لم تربط بين الأمرين• وقال ضابط كبير بالجيش المالي لوكالة "رويترز" إن "السياح الذين لم يعرف على الفور عددهم على وجه الدقة ولا جنسياتهم، خطفوا في بلدة ميناكا بالقرب من الحدود مع النيجر• وأضاف المصدر موضحا "كان السياح يركبون ثلاث مركبات في ميناكا عندما اعترضتهم مجموعة من المتمردين"• وقال إن المتمردين انطلقوا بالسياح المختطفين في اثنتين من المركبات، التي بدأ الجيش المالي ملاحقتها بعدما أبلغه شهود عيان بالواقعة، بينما لاذت مركبة أخرى بالفرار، غير أن حركتي تمرد التوارف نفتا مسؤوليتيهما في اختفاء الدبلوماسي• وحسب حاكم منطقة غاو، شمال مالي، فإن العملية شملت خطف أربعة سياح أجانب؛ سويسريين وألماني وبريطاني، خلال عودتهم من احتفال ثقافي بدوي أقيم في انديرامبوكان في شمال مالي، حيث كانوا في قافلة من ثلاث مركبات مع مرافقين أفارقة عندما تعرضوا للخطف من قبل رجال مسلحين، غير أن "السائق الأول في القافلة تمكن من الفرار بالرغم من إطلاق النار على مركبته، لكنه لم يكن ينقل أي سائح أوروبي"، حيث تمكن المسلحون من إيقاف المركبتين الأخريين في القافلة بعد أن أطلقوا النار على عجلات السيارتين وخطفوا السياح، لكنهم تركوا أغراضهم فيها• وأضاف الجنرال توريه "فور علمنا بالقضية من سائق المركبة الأولى الذي تمكن من العودة إلى مالي، قامت قواتنا بموجب حق الملاحقة بين مالي والنيجر بتعقب اثر السيارتين"• وأضاف "تمكنا من إعادة المركبتين إلى الأراضي المالية مع أغراض السياح"، قائلا إن "الرجال الذين خطفوا السياح لم يتعرضوا للركاب الآخرين"، أي المرافقين الأفارقة• من جهتها، تحدثت وزارة الخارجية الألمانية عن فقدان ألمانية في مالي، في حين ذكر موقع مجلة "دير شبيغل" الألمانية على الإنترنت، يوم الخميس، أن مجموعة من الأوروبيين، بينهم امرأة ألمانية وزوجان من سويسرا، تم اختطافهم بالقرب من حدود مالي مع النيجر، وسارعت السلطات المالية إلى ربط عملية الاختطاف هذه بعملية مماثلة راح ضحيتها دبلوماسيان كنديان من الأممالمتحدة• وقال مصدر أمني مالي عن اختطاف أول أمس "إنها مثل قضية خطف الدبلوماسيين الكنديين"، ويتعلق الأمر بكل من روبرت فولر، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى النيجر، ومساعده لويس غاي، بالإضافة إلى سائقهما النيجري، سومانا موكايلا، وذلك منذ 14 ديسمبر، حيث كانا في رحلة إلى منجم للذهب تستثمره شركة كندية في ساميرا• وأضاف أنه تم العثور على السيارة التي كانت تقلهما وعلى أغراضهما الشخصية في داخلها على بعد عشرات الكيلومترات غرب نيامي، مشيرا إلى وجود "ميليشيا تنشط على الحدود بين مالي والنيجر"، بينما أشار الرئيس النيجري مامادو تاندجا، في 13 جانفي، إلى أنهما بأيدي "مجموعات إرهابية"•