60 بالمائة من الأساتذة يموتون قبل سن التقاعد هدد ممثلو مجلس ثانويات الجزائر، بشن سلسة من الحركات الاحتجاجية بداية من شهر فيفري إلى غاية شهر أفريل، رافضين سياسة التهميش التي تمارسها وزارة التربية الوطنية في ظل ما أسموه ب"الأوضاع السوداوية لعمال القطاع"، التي أدت إلى وضع حد لحياة 60 بالمائة من الأساتذة قبل سن التقاعد• سطرت قيادة "الكلا"، خلال الندوة الصحفية التي نظمت، أمس بمقر الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، أهم النقاط التي حالت دون السير قدما في تطبيق سياسة الإصلاح، نتيجة الأوضاع الكارثية التي يتخبط فيها الأساتذة، خاصة مع الارتفاع الفاحش للأسعار التي لا تتماشى والزيادات الأخيرة لشبكة الأجور• وأرجع إيدير عاشور، المكلف بالإعلام، هذه الوضعية المزرية إلى رفض الوصاية تلبية أرضية المطالب التي طالما نادت بها النقابة، مؤكدا أن القانون الخاص لعمال التربية جاء ليخيب آمالهم، حيث نادى إلى ضرورة الإسراع في إصدار نظام التعويضات مع تثمين النقطة الاستدلالية وتفعيلها وفق مبلغ 156 دينار، إضافة إلى تحسين شبكة الأجور وإعادة النظر في السن القانوني للتقاعد تماشيا مع الجهود المبذولة من طرف الأساتذة، حيث اقترح المجلس 25 سنة عمل، دون إهمال المنحة التي يتوجب اعتمادها بداية من السنة الأولى للتقاعد• كما تطرق ممثل "الكلا" إلى السلطة البيداغوجية التي تمارسها وزارة التربية الوطنية في الثانويات والمتوسطات، حيث اعتبر أنها تخرق حرية التلاميذ في اختيار التخصصات، مما يجعل مستقبلهم في خطر شديد، يتطلب تدخل الأولياء عبر جمعية أولياء التلاميذ، من أجل إعطاء فرصة لمجالس الأقسام، باعتبار أنها تملك القدرة الكافية لإجراء التوجيه• وكشف إيدير عاشور، أن مدة الإضراب الذي سيكون بداية من شهر فيفري المقبل ستحددها الجمعيات العامة خلال الأسبوع المقبل، مشيرا إلى إمكانية تنظيم يومين كل أسبوع، إلى غاية شهر أفريل، الذي سيرافقه إضراب مفتوح، إلا أنه توقع في ذات السياق شن حركة احتجاجية متواصلة، خاصة وأنهم مرغمون على ذلك، مذكرا بسد الأبواب وإقصاء ممثلي النقابات المستقلة في اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بعمال التربية والوظيف العمومي عامة، ما يستدعي توحيد نقابات التربية وتأجيل الخلافات إلى ما بعد تحقيق المطالب، باعتبار أن تغليب ميزان القوة هو المسعى الوحيد لتجسيدها على الواقع• وتخلل الندوة طرح نتائج دراسة استبيانيه ميدانية أولية، لعينة من أساتذة ثانويات الوسط، خصت للأمراض الناجمة عن مهنة التدريس وعلاقتها بشرعية المطالب المرفوعة، حيث كشف المشرف على إعدادها، روينة زبير، أن الدراسة أثبتت أن 60 بالمائة من أفراد العينة المقدرة ب900 أستاذ، يعانون من قلق مستمر واضطرابات، ناهيك عن أمراض القولون العصبي والذبحة الصدرية والانهيارات العصبية• كما أظهرت النتائج أن هناك علاقة كبيرة بين الأقدمية في التعليم والأمراض المسجلة، وأغلبها تظهر بعد 10 سنوات من التعليم، مؤكدة أن 90 بالمائة من الأساتذة يعانون من أمراض مهنية مختلفة•