أفادت مطلعة ل”الفجر”، بأن مصالح الأمن المختصة تترقب نزول عدد معتبر من العناصر المسلحة من غابات وجبال منطقتي بومرداس وتيزي وزو في الأيام القليلة القادمة، تزامنا مع عودة قيادات في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بحر الأسبوع الأخير، توصف بالنوعية، إلى المجتمع، من خلال تسليم أنفسهم للمصالح الأمنية، ولعل أهمهم المدعو أبو العباس، أمير ما يعرف باللجنة الشرعية لتنظيم دوركدال، كما تصنف العودة المنتظرة من بقايا التنظيم الإرهابي، في خانة نجاح الاتصالات المكثفة التي تجريها ذات المصالح مع أهالي العناصر المسلحة، لإقناع ذويها بأهمية ما جاء في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الذي لازالت آجاله سارية المفعول. ترتقب المصالح الأمنية المختصة، وأهالي العناصر المسلحة، حسب ما أدلت به مصادر ل”الفجر”، إعلان عدد معتبر من المنضوين تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الذي يقوده الدموي عبد المالك دروكدال، عن عودتها إلى أحضان المجتمع والدخول في مسعى السلم والمصالحة الوطنية، وأضافت أن الخطوة الموصوفة بالمهمة والإيجابية في معالجة الملف الأمني بمنطقة القبائل تأتي نتيجة الاستراتيجية الدقيقة التي أشرف عليها شخصيا قائد أركان الجيش الشعبي الوطني، اللواء ڤايد صالح، الصيف الماضي، وبفضل الاتصالات المكثفة التي تجريها منذ مدة ذات المصالح مع عائلات بقايا المسلحين، تدعوهم فيها لمساعدة ذويهم وأقاربهم في التراجع عن العمل الإرهابي، والاستفادة من مشروع ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وتأتي التوبة الجماعية للعناصر المسلحة، التي يعتبرها الملاحظون خطوة هامة في معالجة الأزمة الأمنية، لاسيما بآخر معاقل الجماعة السلفية للدعوة والقتال، التي تتخذ من أدغال ولايتي بومرداس وتيزي وزو معقلا لها، بعد إقدام قيادات نوعية وأسماء بارزة على تسليم أنفسهم لمصالح الأمن، وطلبهم الاستفادة من المصالحة الوطنية، ويتعلق الأمر بكل من مفتي الجماعة وعضو اللجنة الشرعية، الأمير أبو العباس، الذي سلم نفسه لمصالح أمن برج منايل، وفسرته عدة جهات على أنه ضربة موجعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وربما قد تكون القاضية، باعتبار أن العمل الإرهابي فقد شرعيته التي كان يستند إليها، ذريعة لتنفيذ أعماله الوحشية والبربرية. وقد سبق عودة الأمير أبو العباس، بأسابيع قليلة أيضا، عودة 3 عناصر بارزة في تنظيم دروكدال، منهم المدعو أبو الحسن، وعضو اللجنة الطبية المكنى مقدم لونيس.وكانت الانتفاضة الشعبية بمنطقة القبائل وبومرداس، التي عبر من خلالها سكان المنطقتين عن رفضهم وإدانتهم للأعمال الإرهابية، خاصة عمليات الاختطاف بكل من بوغني و بغلية، رسالة واضحة فضحت أهداف الجماعات الإرهابية ونواياها، التي كشفها الخبراء في عدة مرات، بأنها تهدف لزعزعة الاستقرار وتمهد للتدخل الأجنبي، الأمر الذي تفطنت له السلطات والمواطنون مبكرا، وأعدت له العدة والعتاد على الصعيد الوطني والإقليمي، ودفعت ببقايا المسلحين إلى التفكير الجدي في تطليق العمل الإرهابي، وخيّرتهم بين العودة إلى أحضان المجتمع أو النهاية المأساوية.